الثورة أون لاين – راغب العطيه:
لا تخرج الحملة الإعلامية والدعائية الغربية ضد روسيا، والمحتدمة في هذه الفترة عن سياق الاستفزازات العسكرية التي تنفذها الولايات المتحدة الأميركية ومعها حلف الناتو والدول التي تسير وفق بوصلة واشنطن في البحر الأسود، الأمر الذي رفضته روسيا جملة وتفصيلاً، معتبرة المعلومات التي تروجها وزارة الخارجية الأميركية ومعها وسائل الإعلام الأميركية جملة من الأكاذيب التي يتم نشرها لتشويه صورة روسيا أمام الرأي العام العالمي، مؤكدة بشكل ثابت أن الصراع في أوكرانيا هو نزاع سياسي داخلي، هي لا تتدخل به لا من بعيد ولا من قريب.
ومع العلم أن جميع القوانين الدولية والمحلية في أي دولة من الدول، لا تعارض أو تمانع أي انتشار عسكري مهما كان حجمه ونوعه ما دام يجري داخل حدود الدولة المعنية، وهو ما دأبت على تأكيده السلطات الروسية، إلا أن الإعلام الأميركي يحاول بث الرعب في نفوس حلفاء واشنطن الغربيين، مصوراً القوات الروسية الموجودة داخل أراضي بلادها والمنتشرة على مقربة من حدود أوكرانيا بأنها على وشك غزو أوكرانيا، متناسياً هذا الإعلام ما تقوم به القوات الأميركية وقوات حلف الناتو من تحركات مشبوهة في البحر الأسود، وهو خارج حدودهم الوطنية بآلاف الكيلومترات.
المخابرات الخارجية الروسية لم تتأخر بالرد على الحملة الأميركية المسعورة، واصفة وزارة الخارجية الأميركية بالبوق الذي يروج لدعاية كاذبة، وقالت في بيان لها: “في الآونة الأخيرة كان المسؤولون في واشنطن يقومون بتخويف المجتمع الدولي بشكل نشط بأن روسيا تعد لعدوان ضد أوكرانيا، وتقوم وزارة الخارجية الأميركية من خلال القنوات الدبلوماسية بتقديم معلومات خاطئة تماماً إلى حلفائها وشركائها حول تركيز القوات على أراضي بلادنا لغزو عسكري لأوكرانيا، وهي تقوم برسم صورة مروِّعة لكيفية بدء حشود الدبابات الروسية في سحق المدن الأوكرانية”، وشبَّه البيان الدعاية الأميركية الجارية في هذه الفترة بالدعاية النازية التي تقول: “إنه كلما كانت الكذبة أكثر وحشية، زاد إيمان الجمهور بها”.
وكان المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف قد حذر في وقت سابق من استخدام الغرب لبعض وسائل الإعلام ولاسيما الأميركية كأداة لشن حملة ضد روسيا، وتصويرها كتهديد وشيك لأوكرانيا، وقال:” نحن نشهد حملة إعلامية تستهدفنا ويتم استخدام وكالة أنباء بلومبرغ كبوق لبث التضليل ضدنا، كما نسجل مشاركة بعض الصحف الأميركية في هذه الحملة بهدف تأجيج التوتر وتصوير روسيا كجهة تهدد عملية التسوية في أوكرانيا وهذه ادعاءات سخيفة”.
وفي وقت لاحق أكد بيسكوف، بأن روسيا لاتنوي مهاجمة أوكرانيا ولاتضمر أي خطط عدوانية تجاه هذه الدولة، وقال:” من سيعتدي على من- روسيا على أوكرانيا أو أوكرانيا على روسيا؟، تزعم وسائل الإعلام الأمريكية والأوكرانية بأن روسيا تستعد للعدوان على أوكرانيا، لشن هجوم. ونحن نؤكد أن أوكرانيا تخطط لأعمال عدوانية ضد دونباس وضد جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، يجب فهم هذه النقطة وتفسيرها بشكل صحيح.
تم التأكيد مرات عديدة، على مستويات مختلفة أن روسيا لن تهاجم أي أحد، لا تضمر أي خطط عدوانية. لا يجوز بتاتاً ربط أي تحركات للجيش الروسي داخل أراضي بلادنا بمثل هذه الخطط”.
وأعرب بيسكوف عن قلق بلاده بخصوص استفزازات الجيش الأوكراني على خط التماس في دونباس، وتحضير كييف لحل عسكري محتمل للمشكلة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ودول الناتو الأخرى، تزود أوكرانيا بالسلاح وبالمستشارين العسكريين وكل هذا يؤدي إلى مزيد من التصعيد