الثورة – مريم إبراهيم:
على مساحات واسعة وأجنحة متعددة، عكس سوق البيع المباشر في معرض دمشق الدولي مشهداً مهماً تجسد فيه الإقبال الكبير من الزائرين للمعرض للشراء وتلبية الاحتياجات، خاصة منها الغذائيات بأشكالها وأصنافها، فكانت معروضات الشركات المشاركة بتنوعها تعلن عن نفسها لتجنب المستهلك الذي وجد فيها الحاجة والمطلوب والسعر المقبول والأنسب، كون المادة الاستهلاكية من المنتج إلى المستهلك.
وفي رصد ميداني بين مواطنين كثر من مرتادي سوق البيع أن المعروضات متنوعة تلبي الاحتياج، وهي لمشاركات شركات مهمة ولها حضورها في السوق السورية وباقي الأسواق، إضافة إلى أن العروض التي تم الإعلان عنها شجعت الكثيرين على عملية الشراء من السوق، حيث الأسعار بدت مقبولة في أغلب المعروضات.
ويجد محمد مستو، وأبو جهاد، ومنى البودي، وحسين النوري، وغيرهم أنهم قصدوا معرض دمشق الدولي للزيارة والاطلاع على الأجنحة والمشاركات المحلية والعربية والأجنبية، ووجدوا في سوق البيع المتزامن مع فعاليات المعرض.
المعرض فرصة تتيح للمواطن تلبية احتياجاته من السلع بأسعار مناسبة، فالهدف هو التخفيض من خلال مشاركة الشركة الأم كنوع من أنواع التدخل الإيجابي والبيع المباشر للمستهلك من دون تدخل أي وسيط، وهذا النوع من البيع يعكس فائدة مزدوجة سواء للمنتج والشركة أو للمستهلك الذي يسعى دائماً للحصول على احتياجاته بسعر يناسب دخله وظروفه المادية، في ظل واقع الظروف المعيشية الصعبة، والتكلفة اليومية الباهظة لاستهلاكيات الأسرة السورية، كغذائيات فقط، أي متطلبات يومية أساسية وليست مواد كمالية أو رفاهية.
في حين وجد آخرون تباين وتفاوت في الأسعار بين مختلف السلع والمواد المعروضة من شركة إلى أخرى، لكن الملفت في السوق الكم الكبير من المعروضات، وما تميزت به، إضافة إلى العروض التي أعلنت وكانت مهمة لتشجيع المستهلك للشراء من مختلف أنواع السلع الغذائية والمنظفات وغيرها من الاستهلاكيات اليومية والاحتياجات الأخرى.
عروض خاصة
أما بالنسبة للشركات والمنتجات والمواد المعروضة في السوق فقد بدت العروض المعلنة عنوانا بارزا لهذه الشركات، حتى مع التباين الواضح بين هذه الشركات في كيفية العرض وتفاصيل العرض ونسب التوفير في العرض من حيث الأسعار والجودة والنوعية، مع لحظ المنافسة الواضحة بين العديد من الشركات العارضة، لكسب ثقة المستهلك وبيع أكبر والتعريف بالمنتج وتصريفه من دون وسيط أو تاجر.
وفي سوق البيع لم تكن فقط الشركات المرموقة حاضرة فقط بعرضها ومنتجاتها، بل أيضاً سجلت شركات أخرى صاعدة حضورها، إذ قصدت المعرض من محافظات أخرى، للمشاركة في المعرض والسوق للترويج لمنتجها وعقد لقاءات تجارية واعتماد وكلاء وتجار لمنتجاتهم في دمشق وباقي المحافظات الأخرى.
ويشرح مدير جناح البيع المباشر لشركة غذائية المهندس يحيى محمود لصحيفة الثورة أن المشاركة في المعرض حققت لهم فرصة كبيرة للتعريف بمنتجات الشركة، إذ قدموا من جبلة في محافظة اللاذقية لإثبات حضور الشركة التي تنتج مادة الزعتر وهو الأساس في المائدة السورية اليومية، وكذلك الأعشاب الطبيعية والطبية وأوراق الغار والميرمية والتوابل المختلفة، والتصنيع باعتماد المواصفات والشروط النظامية التي تضمن الجودة والنوعية المطلوبة، حيث المواد الأولية للمنتجات هي مواد طبيعية تجمع من الجبال والأراضي الزراعية، لافتاً إلى الإقبال الملفت للجناح من قبل الزائرين، وطموحهم للوصول لجميع أسواق المحافظات الأخرى، كما أنهم يطرحون عروضا مميزة في سوق البيع وبسعر التكلفة للمستهلك.
ويوضح سيامند علي، من شركة أدوات كهربائية أن الشركة جديدة في السوق السورية في محافظتي حلب والحسكة، والمشاركة في المعرض مهمة للوصول بالإنتاج الأوسع نطاق وفتح أسواق جديدة في باقي المحافظات لمنتجات الشركة من الأجهزة المطبخية والأدوات المنزلية الكهربائية وأجهزة التبريد والتسخين وغيرها من المواد، كما أن الإقبال على الشراء منخفض حتى مع عرض حسومات بنسب تخفيض محدودة، إذ إن سوق الغذاء يشهد إقبالاً أكبر وأميز، ومجرد المشاركة في هذه الدورة من المعرض هو مكسب كبير حتى مع كثير من الصعوبات التي واجهت المشاركة، وهناك كثير من الفائدة حيث المعرض واجهة الشركات لانطلاقة أوسع وأشمل وكسب عقود واعتماد وكالات تجارية جديدة تخدم المنتج والمستهلك في آن واحد.
وحول أهمية سوق البيع المباشر المرافق لفعاليات المعرض في تلبية احتياجات الزائرين وبأسعار منافسة يوضح المهندس خالد حناوي في حديثه لصحيفة الثورة أهمية هذا السوق فهو من أبرز ما ميز هذه الدورة فوجود سوق البيع المباشر المرافق للمعرض فرصة مناسبة للزائر، والذي أتاح للمواطنين فرصة الاطلاع على منتجات الشركات السورية واقتنائها مباشرةً وبأسعار مناسبة، وهذا السوق لم يكن مجرد مساحة للبيع فقط، بل كان بمثابة جسر بين المنتج والمستهلك، حيث أبرز قوة
الصناعة الوطنية وتنوعها، وأعطى للشركات المحلية مساحة لتقديم إبداعاتها والتعريف بقدرتها على المنافسة، وقد لاحظت عن قرب أن الإقبال الشعبي كان لافتاً، وهو دليل على الثقة المتنامية بالمنتج السوري وحرص الجميع على دعم الاقتصاد الوطني ونموه وانطلاقته نحو الأفضل.
الدكتور رامز مندو خبير إدارة، بين الأهمية الملفتة لسوق البيع، وذلك بهدف تقديم منفعة وقيمة إضافية للمستهلك من خلال بيع مختلف المنتجات بسعر أقل من السعر السائد في السوق، لتخفيف معاناة المستهلك في ظل انخفاض القوة الشرائية لديه، وعادة يكون هذا السعر مساو لسعر البيع من الشركة إلى تاجر التجزئة، وتكون نسبة التخفيض في السعر تتراوح من 7- 20 بالمئة حسب الشركة والمنتج.
ويضيف الدكتور مندو: إن الهدف تعميق التواصل المباشر بين الشركة والمستهلك، وتعريفه بالشركة وبخصائص وميزات منتجاتها، ليعرف المستهلك أكثر عن هذه الشركة ومنتجاتها، والقيام بحملات تذوق من قبل الشركات المشاركة، أو توزيع عينات مجانية للمستهلكين، وتتركز مقومات نجاح هذه المعارض في استقطاب عدد كبير من المتسوقين وترتبط بعدة عوامل أهمها عدد الشركات المشاركة في المعرض، ومستوى جودة المنتجات لدى هذه الشركات، المتواجدة في المعارض، والمصداقية في تخفيض الشركات لأسعار منتجاتها خلال فترة المعرض، وأنشطة تسويقية محفزة للشراء مثل المسابقات والعينات المجانية التي تقوم بتقديمها الشركات المشاركة.