الثورة – ثورة زينية:
ضمن فعاليات معرض دمشق الدولي، التقت صحيفة الثورة وفد منظمة “غلوبال بيس ميشن”– ماليزيا، التي تعد من أبرز المنظمات الإنسانية في جنوب شرق آسيا، وكان حضور المنظمة في أروقة المعرض لافتاً، وهم محملون برسالة تضامن وسلام موجهة إلى الشعب السوري.
وضم الوفد مسؤولين تنفيذيين يمثلون المنظمة، إضافة إلى أعضاء من وحدة البرامج الدولية والإغاثة، وقد تحدثوا معنا عن البرامج التي تنفذها المنظمة في سوريا، ورؤاهم المستقبلية، إلى جانب تقييمهم للوضع الإنساني الراهن في البلاد.
في بداية اللقاء، أكد رئيس الوفد أشهرير أصفر أن مشاركة المنظمة في معرض دمشق الدولي ليست حدثاً عابراً أو رمزياً، بل تعبير عن التزام مستمر وتاريخ طويل من الدعم والوفاء للشعب السوري، مشيراً إلى أن العلاقة الإنسانية بين ماليزيا وسوريا تمتد لأكثر من عقد من الزمن، مضيفاً: إن المنظمة ستفتح قريباً مكتباً دائماً في دمشق لتسهيل عمليات التنسيق وتنفيذ البرامج بشكل أكثر فعالية داخل البلاد.
وتحدث عن البرامج الميدانية التي تنفذها المنظمة على أرض الواقع، مؤكداً أن “غلوبال بيس ميشن” تعمل عبر مشروعها المعروف “Malaysian Life Line for Syria” الذي يشمل بعثات إغاثية طارئة ومساعدات شتوية تشمل المدافئ والأغطية والملابس، فضلاً عن توزيع طرود غذائية وصحية تستهدف المخيمات والمجتمعات الأكثر تضرراً، موضحاً أن تنفيذ هذه البرامج يتم بالتعاون الوثيق مع شركاء محليين لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين بشكل فعال مع الحرص الشديد على الشفافية والمتابعة المستمرة.
وأكد أشهرير أصفر أن المنظمة تتطلع للانتقال من مرحلة الإغاثة الطارئة إلى دعم مشاريع التنمية المستدامة التي تركز على التعليم غير الرسمي للأطفال في المناطق المحرومة، وتمكين المرأة اقتصادياً واجتماعياً، إضافة إلى دعم المشاريع الصغيرة التي تعزز من قدرة المجتمعات المحلية على الاعتماد على نفسها، مشيراً إلى أن هدف المنظمة هو ألا يبقى السوريون متلقين للمساعدة فحسب، بل أن يمنحوا الأدوات التي تمكنهم من الاعتماد على أنفسهم، وذلك من خلال التعاون مع شركاء محليين ودوليين.
وفي ختام اللقاء دعا رئيس الوفد الماليزي إلى تعزيز التعاون والتكامل في العمل الإنساني بين دول جنوب شرق آسيا والعالم العربي، مؤكداً استعداد المنظمة لتوسيع نطاق شراكاتها داخل سوريا والعمل ضمن أطر مؤسسية تخضع لتدقيق مالي وإداري دقيق، بما يضمن تحقيق أثر إنساني فعلي ومستدام.
ولفت إلى أن مشاركة منظمة “غلوبال بيس ميشن” في معرض دمشق الدولي تأكيد على أن الإنسانية لا تعترف بالحدود، وأن يد العون لا تحتاج إلى لغة أو جنسية، بل إلى نية صادقة وعمل مخلص وإن هذه رسالة واضحة من الشعب الماليزي إلى الشعب السوري، مفادها أنكم لستم وحدكم في مواجهة التحديات.