الثورة- منهل إبراهيم:
تحرص الحكومة السورية على بناء علاقات متوازنة مع الدول الصديقة، تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ومن بين هذه الدول إيطاليا، وتدرك الحكومة في هذه المرحلة المفصلية أهمية مواصلة الحوار والتشاور مع دول تساندها بما يخدم المصالح المشتركة.
ويأتي إعلان القائم بأعمال السفارة الإيطالية في دمشق ستيفانو رافانيان، إعادة افتتاح قسم التعاون في السفارة، كخطوة تهدف إلى تعزيز العلاقات مع سوريا، وتأكيد تكثيف التواصل مع جميع الجهات السورية، لزيادة زخم العلاقات بين روما ودمشق.
وفي السابع عشر من حزيران الماضي، تلقى وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني، بحثا خلاله العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها.
وزار وفد إيطالي يضم جهات مختلفة من الحكومة الإيطالية، سوريا الأسبوع الماضي، والتقى مع عدد من الوزراء والمسؤولين السوريين.
وكانت إيطاليا سارعت إلى فتح مسار جديد للعلاقات مع دمشق، عقب سقوط النظام المخلوع، مؤكدة أن روما ستكون جسراً بين الاتحاد الأوروبي ودمشق، ودعمت رفع العقوبات عن سوريا، والخطوات التي اتخذتها الإدارة السورية الجديدة وقالت: “إنها تسير في الاتجاه الصحيح”.
وبدأت العلاقات بين إيطاليا وسوريا تدخل “مرحلة جديدة”، بعد لقاء وزير الخارجية الإيطالي بمسؤولي الإدارة الجديدة في سوريا في يناير- كانون الثاني 2025، بهدف فتح صفحة جديدة من التعاون ودعم التعافي الاقتصادي والاجتماعي لسوريا، بما في ذلك الاستعداد لإعادة إطلاق شراكات استراتيجية في مجالات حيوية كالطاقة والزراعة، وقال تاجاني: إيطاليا تريد فتح صفحة جديدة في العلاقات مع سوريا التي عانت الأمرين لعقود طويلة، من سياسات النظام السابق.
وبعد شهر من سقوط النظام المخلوع أعلن الوزير تاجاني من أمام مجلس النواب الإيطالي أن “إيطاليا تقف إلى جانب الشعب السوري لتعزيز الاستقرار السياسي وضمان حماية حقوق الإنسان، والحفاظ على سلامة الأراضي السورية ومنع استغلال أراضيها من قبل المنظمات الإرهابية والجهات المعادية”.
وكانت الحكومة الإيطالية أعادت فتح سفارتها في سوريا عقب زيارة وزير الخارجية الإيطالي تاجاني إلى دمشق، في العاشر من كانون الثاني الماضي.
وتقوم سياسة إيطاليا تجاه دمشق بالاستعداد للقيام بدورها في سوريا، وتشجع على بدء مرحلة جديدة من الإصلاحات لتجاوز إرث النظام المخلوع، والحفاظ على وحدة التراب السوري وتشجيع العودة الآمنة لكل المواطنين السوريين.
وأكدت إيطاليا في مناسبات عدة ولقاءات مع مسؤولي الإدارة السورية الجديدة على بدء مسار جديد للعلاقات بين إيطاليا وسوريا، وعن الاستعداد لدعم التعافي الاقتصادي والاجتماعي لدولة متوسطية غنية بالتاريخ والروابط مع روما.
بالإضافة لذلك وبحسب تصريحات سابقة للخارجية الإيطالية فإن روما تريد بناء شراكات إستراتيجية مع دمشق وإعادة إطلاق تعاون اقتصادي معها في مجالات حيوية كالطاقة والزراعة، وتم بالفعل نقل رسائل إيجابية من شركات إيطالية تنوي الاستثمار في سوريا.
وترحب الحكومة السورية بكل الخطوات التي تقوم بها الدول الصديقة، والمرتكزة على الاحترام المتبادل والثقة، وهذا ما تؤكد عليه في كل مناسبة الخارجية السورية التي تعمل باستمرار لتحسين علاقات سوريا مع الدول الأوروبية التي تدعم الاستقرار في سوريا والمنطقة، ومن بينها إيطاليا.