الثورة – رنا الحمدان:
بدأ أهالي ريف محافظة طرطوس بجني محصول الجوز من أواخر شهر آب المنصرم، إذ يترافق الموسم مع إعداد مؤونة المكدوس المحببة لديهم، ليتراوح سعر حبة الجوز بين ٣٠٠-٣٥٠ ليرة ، والكيلو المقشور من ٧٥- ٩٠ ألف ليرة، وبسبب عدم كفاية الإنتاج المحلي، يستورد عدد من التجار الجوز من الصين وغيرها، ما خفض بدوره السعر المحلي أيضاً.
فوائد غنية
تعد شجرة الجوز من أطول أنواع الأشجار عمراً، إذ يتراوح عمرها بين ١٠٠ – ٣٠٠ سنة، ويدخل الجوز في العديد من الأكلات والحلويات والمربيات، كما يمتاز بقيمته الغذائية العالية، حيث يحوي مضاد أكسدة وفيتامينات وأحماض أمينية، وينشط الدورة الدموية، ويخفض الكوليسترول، ويساهم بحرق الدهون، وتخفيض الوزن، ويحسن عمل الدماغ، كما يساعد على تحسين جودة النوم.
وأوضح عدد من المزارعين أن قلة الأمطار أثرت على حجم حبة الجوز البعلي، كما أصيبت الثمار في بعض المناطق بمرض فطري وبإصابات حشرية تسببت بخسارة جزء من الإنتاج.
عملية شاقة
يشير المزارع حبيب مصطفى إلى أن عملية جني محصول الجوز شاقة وخطرة، لكبر وارتفاع الشجرة، ما يتطلب الكثير من الحيطة والحذر.
فيما يعتمد بعض المزارعين على مساعدة العمال، الذين باتوا يطلبون حصة من الموسم بدل الدفع النقدي، وذلك لقيمة وسعر الجوز المرتفعة. وتبدأ عملية الجني بقطاف الثمرات القريبة، ومن ثم اللجوء للعصا والتسلق و”التلقيط”، وبعد ذلك ينقل المحصول بأكياس الخيش والنايلون لتجفيفه وتكسيره وبيعه، مع الاحتفاظ بجزء منه كمؤونة.
وحالياً لجأ العديد من المزارعين إلى كسّارات الجوز الآلية، التي وفرت الوقت والجهد عليهم بدل التكسير اليدوي.
بين البلدي والقزمي
توجه العديد من أهالي الريف لزراعة الجوز نظراً لجدواه الاقتصادية المرتفعة، ومنهم من قام بزراعة أصناف جديدة. حيث لفت المزارع أحمد حمود إلى أنه قام بزراعة الجوز القزمي، لأنه يتميز بإنتاجية عالية، إضافة لحجم الشجرة الصغير قياساً بأشجار الجوز المعروفة التي تصل لارتفاعات شاهقة، وبالتالي سهولة قطف الثمار الهشة والتي تكسر باليد.
كما يبدأ إنتاج هذا الصنف في السنة الأولى من زراعته، وإنتاج التجاري يبدأ من السنة الخامسة، فيما يحتاج البلدي من ٨ –١٠ سنوات ليبدأ بالإنتاج، ومن ٥ –٨ سنوات في حال كانت الشجرة مطعّمة، كما يمكن زراعة الجوز القزمي قرب المنازل لصغر حجم الشجرة، ومع ذلك يبقى طعم البلدي ألذ وأشهى وأدسم.
١٢٠ ألف شجرة
بدوره، كشف مدير زراعة طرطوس حسن حمادة أن عدد أشجار الجوز المثمرة وصل إلى 120 ألف شجرة في المحافظة، حسب آخر إحصاء في عام ٢٠٢٤ ، وإنتاج الجوز مستقر رغم قلة الأمطار والإصابات الزراعية، وهذا الموسم يقارب ٢٤٠٠ طن مثل العام المنصرم.
وعن الإصابات الزراعية، أوضح حمادة أنها تراوحت بين إصابة “انتراكتوز” الجوز، وذبابة ثمار الفاكهة، والحشرات القشرية والمنّ، وهي أقل تأثيراً من سابقتيها، وهذا يتطلب الرش والمكافحة الدورية للحفاظ على الشجرة والإنتاج.