هي الصحافة الغربية تعلن النفير العام وتوحد العنوان على هيئة ثعبان مرقط بالتساؤل وإشارات التعجب والاستفهام… هل تعود العلاقة بين الجامعة العربية وسورية؟ وهل تذيب قمة الجزائر (التجميد) الجائر عن مقعد دمشق التي لم تغب يوماً عن قضايا العرب رغم ملايين الدولارات وأفواج الإرهاب لإبعادها…
تغرق الصحف الغربية بتفاصيل الحدث، ويومض الشيطان الإسرائيلي تارة، ويختفي ويتماهى في ضمير كتابها المستتر في لعبة الحيادية الصحفية المكشوفة..
تتساءل المقالات عن أهمية العودة ومضارها في إطار المصلحة الغربية والإسرائيلية.. لا أحد يتحدث منهم عما يريده العرب أنفسهم .. ليس ثمة تحليل عما يعنيه السلام للشرق الأوسط، بل أين ذهبت آثار الفوضى؟!
تغوص الصحف في تفاصيل الأثمان التي قد تدفع، ومدى الصمت المطبق للرئيس الأميركي جو بايدن وسط ذهول إسرائيلي… وفي الحقيقة يبدو أن تل أبيب بدأت تحفر تحت كرسي البيت الأبيض علها تعيد ترامب إلى المكتب البيضاوي بعد أن ملت من ملامح بايدن المرتبكة.
يبدو أن الارتباك الغربي تجاه ما يحصل في سورية والمنطقة ينعكس على الصحف العالمية، فكل التحليلات تتساءل ولا تجيب، تذهب بعيداً عن رصد التطورات، فلم تعد لجنة مناقشة الدستور الخاصة بسورية في جنيف تتصدر اهتماماتها كما السابق، لدرجة أن زيارة المبعوث الأممي بيدرسون إلى دمشق الثلاثاء القادم كانت على أطراف الصحف، بل إن اجتماع التحالف الدولي ضد ما يسمونه محاربة داعش الشهر القادم مر كما النشرة الجوية… كل ما تراه الأقلام الصحفية الغربية هو عودة العلاقات العربية مع سورية وحضور قمة الجزائر.. ربما الحدث يشكل مفصلاً سياسياً… لكن الأقلام تاهت على أن الإنجاز الميداني والسياسي الذي حققته سورية هو المفصل الأساسي، وأن الشعب السوري الذي قدم قرابين وتضحيات ولا يزال، وصمد رغم كل الحروب والحصارات، وقال كلمته وانتخب رئيسه الذي أوصل سورية إلى برّ الأمان، وضع العالم كله، أمام خياراته وإرادته وليس العكس… ربما العودة الدبلوماسية مهمة بالنسبة للسوريين، ولكنها الأهم بالنسبة للمنطقة وسلامها، فسورية ميزان سياسي وتوازن إقليمي الكل يحتاجه.
من نبض الحدث – عزة شتيوي