ملتقى العجيلي للإبداع الروائي يختتم فعالياته في ريف الرقة.. مدير ثقافة الرقة لـ ” الثورة “: الحراك الثقافي لم ولن يتوقف، وبناء الإنسان أولوية في عملنا
الثورة – الرقة: جهاد اصطيف – حسن العجيلي:
خصص اليوم الثاني والأخير من ملتقى العجيلي للإبداع الروائي والذي تقيمه مديرية الثقافة بالرقة في منطقة ” دبسي عفنان ” بالريف الغربي المحرر، وبمشاركة نخبة من الأدباء للحديث حول الأديب الراحل خليل جاسم الحميدي، عبر جلستين الأولى بعنوان ” سيرة وأدب الكاتب الراحل خليل جاسم الحميدي”، والثانية تناول المشاركون فيها الرواية السورية الجديدة، اتجاهاتها وسماتها، حيث قدم بداية الأديب منير الحافظ دراسة نقدية في أسلوبية هذا الكاتب، متناولاً جانباً مهماً لم يتطرق له الكثير من النقاد، ألا وهو جانب” التدهين في سرائد النص” بمعنى أن التخييل الشاعري لدى المرحوم كان أكثر مما يطرحه حكائياً، أو سرداً قولياً، أو تناول حدث أو واقعة معينة.
بدورها الدكتورة زبيدة القاضي رئيسة قسم اللغة الفرنسية في كلية الآداب بجامعة حلب، عبَّرت بداية عن سعادتها بمشاركتها الثالثة في ملتقيات العجيلي، مبينة أنها اكتشفت هذا الكاتب العظيم الذي لم يكن يعرفه أحد، كون الجميع كان يعرف عبد السلام العجيلي، ومع ذلك تقول القاضي: إن الرقة تمتلك عدداً كبيراً من الأدباء والروائيين، وها نحن الآن نحتفي بالأديب الحميدي الذي لم يكتب الرواية وإنما كان قاصاً من الطراز الرفيع ، وتضيف أن هناك جانباً حداثياً في أعماله تختلف عن الأعمال الأدبية التي نراها في الأدب السوري، خاصة الجانب العجائبي التي تعد من أهم الدراسات الحديثة حالياً في النقد الأجنبي، ووجدت كما تشير القاضي أن هناك جانباً عجائبياً لا يتجلى فقط من حيث الشخصيات، بل من خلال الأحداث، وانفصام الشخصيات، وشعور الشخصية بالجنون، وهذا بحد ذاته مبتكر ومبتدع بالنسبة للأديب المرحوم خليل جاسم الحميدي، ويتجلى هذا من خلال مجموعته القصصية ” قمر أخضر على شرفة سوداء”، فالعنوان بحد ذاته عجائبي، وهذا التناقض هو جزء من التجليات العجائبية في القص أو السرد.
أما الدكتور حمدي موصللي رئيس اتحاد الكتاب العرب في الرقة، ورغم مرضه إلا أنه آثر المشاركة في الملتقى كونه كان صديقاً للمرحوم، ورجلاً مهماً جداً كما يقول عنه في عالم القصة القصيرة، ومن أهم الأسماء السورية، بل والعربية في هذا المجال، لذلك يضيف موصللي أنه اقتصر الحديث بمشاركته في الملتقى عن العلاقة الحميمية بينه وبين الأديب المرحوم خليل جاسم الحميدي.
وكان مدير الثقافة في محافظة الرقة محمد العبدون قد أوضح في حديثه ” للثورة ” أن الحراك الثقافي لم ولن يتوقف، وسيتم إقامة أنشطة متعددة توثق الحالة الثقافية والفكرية والأدبية التي تمتاز بها ” الرقة “. مشيراً إلى أن التوجه الحقيقي لإعادة الإعمار يكون من خلال بناء الإنسان المؤمن بتاريخه والمتمسك بأرضه والمدافع عنها.
حضر فعاليات الملتقى محافظ الرقة عبد الرزاق خليفة، وقائد شرطة محافظة الرقة العميد عبدالمنعم نبهان، ومحمد الخضر رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام الفرعي، وأمين وأعضاء قيادة شعبة الريف الثانية، وأعضاء المكتب التنفيذي، وعدد من الأدباء والمفكرين والمثقفين