من يتابع الأيام الثقافية التي تجري في كل أنحاء الجغرافيا السورية يدرك تماماً مدى اهتمام السوريين ووعيهم الحقيقي بقضايا الثقافة والفنون.
وهنا لانتحدث عن ثقافة القراءة والكتابة فحسب، بل التركيز على بناء الإنسان الذي صمد لمدة عشر سنوات من الحرب الظالمة على سورية، الإرث الحضاري والثقافي ونسغ الحياة الذي لم تستطع قوى العدوان أن تنال منه، والأهم وضع الرؤى والاستراتيجيات الثقافية والحضارية للأجيال المقبلة.
على مدى عشرة أيام لم تتوقف النشاطات والمعارض والأمسيات والمسرحيات، وأجمل ما تحمله هذه الأيام هو التجديد الذي يعزز مساحة المعرفة بشكل أكبر والثقافة بشكل أشمل.
واللافت للنظر أن التكريم كان هذا العام مختلفاً بعض الشيء، فعندما نكرم الناقد والخطاط على سبيل المثال فنحن نحتفي بالأدب والإبداع، ونقدم شيئاً مختلفاً على مستوى التكريمات التي اعتدنا عليها سابقاً (تكريم ممثل أو مخرج أو.. أو .. ) .
نعم.. ما شهدته تلك الأيام يلبي بحق أذواق واهتمامات مختلف أفراد الأسرة، إضافة إلى أن الفعاليات تهم شريحة واسعة من الناس، بمن فيهم الأطفال والشباب والمتخصصون بشؤون الأدب والفكر والثقافة.
من هنا نقول إنه رغم صعوبة الحياة وقساوتها تأتي الأيام الثقافية تجديداً للأمل، وتحفيزاً للعمل والعطاء والبوصلة الحقيقية الثابتة لدى السوريين وكل جمهور العلم والأدب والفن والموسيقا … فالشعب الذي آمن بالثقافة هدفاً، وبالحضارة مبدأ، سيبقى شعلة مضيئة في دروب الإنسانية.
رؤية-عمار النعمة