الثورة – عبد الحميد غانم:
خلال السنوات العشر السابقة أعطت سورية ولا تزال دروساً للعالم في الصمود والمقاومة ومواجهة المخططات التي استهدفت استقرارها ووحدة أراضيها وسلامتها.
وما الإنجازات التي حققها الجيش العربي السوري في الحرب على الإرهاب وصمود الشعب السوري سوى مرتكزات لإفشال المخططات الخارجية ورافعة للخطوات التي تمكن سورية من استعادة دورها الحضاري الإنساني المعروف لدى العالم .
فخلال سنوات الحرب الإرهابية لم يتمكن أعداء سورية من تحقيق أهدافهم العدوانية بإسقاطها في مشروعهم التخريبي خدمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي، وهذا أول درس للجميع بأن سورية لم ولن تستسلم ولا يمكن النيل منها.
ونشهد اليوم تحولا كبيرا في المشهد السياسي الدولي والإقليمي والعربي، حيث باتت مواقف الكثير من الدول تجاه سورية إيجابية وقد أبدى الكثيرون رغبة بالعودة للتواصل معها وإقامة العلاقات بالرغم من الضغوط التي تمارس على البعض.. وهنالك مواقف تظهر تباعا وتصب في إطار إيجاد حل للأزمة في سورية، وهذا ما كان ليتحقق لولا إنجازات الجيش العربي السوري في حربه على الإرهاب، والصمود الأسطوري الذي سجله الشعب السوري على الرغم من كل ما حدث من دمار وإرهاب وقتل وتآمر على سورية.
لقد باتت الكثير من الدول تعترف الآن بأنه لولا صمود سورية وإنجازاتها في الحرب على الإرهاب لكان هذا الإرهاب وصل إليها وهدد أمنها واستقرارها، ما يعني أن سورية كانت تدافع عن نفسها وعن المنطقة ودولها.
وهنا يحق لنا أن نسأل هل استطاعت عشر سنوات من الحرب الإرهابية أن تغير مواقف سورية وتؤثر في نهجها الأصيل؟ بالطبع لا، بل على العكس تماماً فقد زادت هذه الحرب قناعة السوريين بصوابية موقفهم، وهو ما زاد من قوة وصلابة سورية وقدرتها على المواجهة والصمود والتمسك بالحقوق والأرض وعدم الاستسلام.
لقد اكتشف العرب أنه لا يمكن أن يكون هنالك عمل عربي حقيقي إلا بوجود سورية، وهذا ما يستوجب تفعيل التضامن والعمل العربي المشترك وضرورة وضع حد للتشرذم في المنطقة العربية من أجل وقف محاولات الآخرين الاستئثار بثرواتها ومقدراتها.
فرغم سنوات الحرب الصعبة والممارسات العدوانية ظلت سورية وفية لانتمائها القومي، ولم تقطع الأمل أو الصلة بأشقائها، رغم الأخطاء التي ارتكبت بحقها من قبل البعض منهم، وقد آن لبعض الدول المترددة أن تدرك أنه لا غنى عن سورية في كل القضايا العربية, وأنه يجب عليها أن تعمل بكل قوة من أجل عودة سورية إلى موقعها الطبيعي في قلب الأمة العربية، وهذا يصب دائما في خدمة الأمة وقضاياها المصيرية.
وعلى الرغم من أن سنوات الحرب ألحقت أضرارا كبيرة في البنى التحتية وفي الاقتصاد السوري لكن سورية أعطت درسا لكل من اعتدى عليها بأن إرادتها قوية ولا يمكن أن تنهزم أو تنكسر، وإنها ستواصل طريق النضال من أجل استرجاع كل حقوقها وتحرير أراضيها من جميع المحتلين الصهاينة والاتراك والأميركان وأدواتهم ومرتزقتهم.