الثورة – ترجمة غادة سلامة:
“لن نتنازل عن حقنا في الدفاع عن حدودنا، وأن المجر لا تسعى إلى مغادرة الاتحاد الأوروبي، ولكن تريد إصلاحه من الداخل”.. هكذا يقول فيكتور أوربان رئيس الوزراء المجري، ويضيف: “لا نريد إملاءات جديدة هذه المرة من بروكسل، ولا نريد مغادرة الاتحاد الأوروبي على الإطلاق، لا يمكنهم التخلص منا بهذه السهولة”. “نريد الحفاظ على سيادتنا ولا نريد أن نجد أنفسنا في الولايات المتحدة”.
كلام أوربان هذا جاء بعد فرض الاتحاد الأوروبي غرامة مالية على المجر بسبب المعاملة القاسية للمهاجرين، كما فرض الاتحاد الأوروبي غرامة قدرها مليون يورو على بولندا بسبب انتهاكات سيادة القانون. ومع احتدام موسم الحملة الانتخابية، يصبح الأمر أكثر وضوحاً فيما يتعلق بالجانب الذي يفضل الاتحاد الأوروبي الفوز به من المجر.
قد لا تكون المجر ببساطة قادرة على مواجهة الضغوط الأوروبية، وعاجلاً أم آجلاً قد يجد المجريون أنفسهم في تحدي البقاء ضمن الاتحاد، أو أنهم سيغادرونه كما فعلت بريطانيا.
هذا نوع من القانون الطبيعي في العلاقات الدولية، ويقدم التاريخ دليلاً وافراً على هذا القانون. كلما أصبحت الإمبراطورية البريطانية كبيرة وإمبريالية، أصبحت أكثر ازدراءً ليس فقط للقومية في المستعمرات، ولكن أيضاً للقومية في الداخل، لقد تم قمع القومية الإنكليزية بشدة، وهذا بدوره أدى إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
إذا كان أوربان يريد حقاً الحفاظ على التفرد العرقي والاجتماعي في بلده ، فعليه توجيه الفكرة “الشميتية” الكامنة للمشروع. كارل شميت،على سبيل المثال، قال: بأن “كل ديمقراطية فعلية تقوم على مبدأ أنه ليس فقط المتكافئون متساوين ولكن غير المتكافئين لن يتم التعامل معهم على قدم المساواة. لذلك تتطلب الديمقراطية التجانس أولاً وثانياً – إذا نشأت الحاجة إلى القضاء على عدم التجانس أو القضاء عليه “. وهذا غير مرجح طالما بقيت المجر جزءاً من إمبراطورية، في هذه الحالة، إمبراطورية حديثة تماما، وضمن الاتحاد الأوروبي.
وقد أدى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالفعل إلى حدوث انشقاقات داخل الاتحاد، خاصة بين الاسكتلنديين والويلزيين، وبالتالي، فإن الانتخابات المقبلة هي اختبار ضغط لـ Orbanism كنموذج قابل للتطبيق. ولكن هل يمكن لهذا النموذج التكيف والبقاء؟.
إذا خسر أوربان، فسيكون ذلك مؤشرا مباشرا من الاتحاد الأوروبي للمجر، ولكن ماذا سيحدث إذا فاز أوربان؟ إلى متى يمكن أن يظل جزءاً من الاتحاد الأوروبي، دون أن يحكمه الاتحاد الأوروبي؟ هل ستكون هناك احتجاجات في الشوارع ومحاولة لثورة ملونة قسرية؟ هل يستطيع أوربان إدارة التوازن بين الاتحاد الأوروبي الإمبريالي بشكل متزايد وبين بلاده ذات القومية المتماسكة، على سبيل المثال؟.
يبقى أن نرى، أن فيكتور أوربان هو سياسي ذكي وواقعي، لكن نظرياته غير قابلة للتطبيق مادامت بلاده تحت راية الاتحاد الأوروبي. والقاعدة الذهبية للسياسة هي أن أولئك الذين يدفعون (وهذا جوهر الاتحاد الأوروبي الغربي)، هم من يقررون الطريقة.
بقلم: سومانترا ميترا