الثــورة:
إن التقدم في التكنولوجيا يستند إلى حقيقة جعلها ملائمة للحياة اليوميّة، وجزءًا منها، بحيث لا يمكنك فعلًا ملاحظتها. إذا نظر المرء حوله، سيجد العديد من الأدوات التي أصبحت أساسية في حياته اليومية، الأدوات التي كانت عبارة عن ابتكارات تُمثّل نقلةً نوعيّةً في أوقات سابقة، أما راهنًا فهي أشياء “عادية”. في عام 2003، شهد العالم نقلة نوعية في عالم التكنولوجيا، عبارة عن تطبيق يشابه الراديو، ولكن المستخدم هو المتحكّم الأساسي في ما يودّ سماعه وفي أي وقت، فأُطلق عليه لاحقًا اسم “بودكاست”.
ما هو البودكاست؟
بدأت تطبيقات أو برامج البودكاست في الظهور عام 2003، علمًا أن شركة “أبل” الأميركيّة كانت سبّاقة في تبنّي ذلك عن طريق إطلاق أول تطبيق بودكاست عبر هواتفها. لاقى التطبيق استحسانًا كبيرًا حينها، وهو ما شجّع العديد من الشركات في دخول المجال.
يعتبر البودكاست برنامجًا أو تطبيقًا يتيح للمستخدم الاستماع إلى الملفّات الصوتيّة؛ هذه الأخيرة عبارة عن حلقات برامج أو مسلسلات صوتية أو كتب أو غيرها من الملفّات. انتشر البودكاست في أواخر العقد الأول من الألفية الجديد، وبدأ يتطور ويأخذ شكله الحالي، ويناسب احتياجات كلّ الفئات والأعمار.
تطبيقات “البودكاست” الشهيرة
“أبل بودكاست”: من التطبيقات السبّاقة في تقديم الخدمة، حيث لا يحتاج المستخدم إلى تحميل التطبيق من “متجر أبل” لأن الشركة توفّره بالمجان عبر أجهزتها الذكية، فهو أحد التطبيقات الأساسية لنظام التشغيل “iOS”.
“جوجل بودكاست”: يتوافر التطبيق عبر الهواتف التي يسيّرها نظام “أندرويد” أو نظام “iOS”، حيث يمكن للمستخدم تحميله عن طريق “متجر جوجل بلاي”، أو عن طريق متجر “آب استور” الخاص بهواتف “آيفون” وأجهزة “أبل” أخيرًا.
“أوفركاست”: يختلف هذا التطبيق عن سابقيه، لناحية أنّه يوفّر لمستخدميه تحديد أجزاء معيّنة من الملفّات الصوتيّة، ومشاركتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما أنه سهل الاستخدام، ولكنه متاح عبر الهواتف التي يسيّرها نظام iOS حصرًا.
“سبوتيفاي”: هذا التطبيق خاصّ بالأغاني والموسيقى في الأساس، لكن أضافت الشركة المطوّرة له أخيرًا البودكاست ضمن الخيارات.
“بوكت كاست”: هو يختلف عن أي تطبيق بودكاست آخر، لناحية أنّه يحتوي على مميزات، كتسريع الصوت وإزالة أي صمت أو سكوت في الملف الصوتي…
مميّزات تطبيقات وبرامج البودكاست
فإن البودكاست تطبيق أشبه بالراديو أو الإذاعة، ولكنه يختلف في أن المستمع هو المتحكم الأساسي فيه، حيث يسمح التطبيق أو البرنامج له بالاستماع إلى الملفات والحلقات المرغوبة في أي وقت، سواء كان المستخدم في المنزل، أو في المواصلات أو يقود سيّارته، لا سيّما أن البودكاست لا يحتاج إلى الاتصال بالإنترنت للاستماع له. ففي أي وقت، يمكن تشغيل الهاتف وتوصيل السماعات، والاستماع لبرامج البودكاست، بعيدًا من الإزعاج الذي تحمله الإعلانات أو الفواصل أو أي عوامل تُشتّت الانتباه.