تعثّر المشروع النهضوي أو تأخّره في منظومة الدولة التي كانت تسير بخطىً حداثية قبل سنوات الحرب الإرهابية لا يعني أن نعود إلى نقطة الصفر، ولاحتى البدء من حيث توقفنا لأننا وببساطة نمتلك مقومات المشروع النهضوي من تحرّر وعدالة وديمقراطية ووحدة والأهم من كل ذلك نمتلك التفكير الدّال على الوجود بحسب “ديكارت”…
مقومات المشروع النهضوي في سورية خلقتها وأوجدتها مختلف الفئات والعناصر البشرية والإنسانية وقاومت المشاريع الظلامية بتفكير حرّ سواء على الصعيد الفردي أو الجماعي، وفي تلك المقاومة مدلولات كبيرة على أنّ الدولة الحداثية مسألة وقت لا أكثر فوتيرة العمل مستمرة ودائرتها الزمنية لها خصوصيتها التي نعتّز بها…
الدائرة الزمنية ليست بمعزل عن فلك الكون وعولمة كلّ شيء لكنّ التميّز عنوان التواصل والتفاعل مع العالم الخارجي برغم محاولات استباحة ذلك العالم لكلّ فكر حرّ وسيادة وطنية ولغة وهوية حافظنا عليها…
القوى الشعبية وفئات المجتمع المختلفة حاملة التنوير تسير بالطريق الصحيح بدليل أنها انتصرت على الفوضى والعنف والإرهاب، وهي قادرة بوعيها بمسألة الهوية المجتمعية والثقافية والمشتركات الإنسانية أن تبدأ مرحلة جديدة في عالم الثورة الصناعية والذكاء الاصطناعي واقتصاد عالم المعرفة وتجاذباتها، فنحن انتصرنا ولنا مشروعنا…
رؤية-هناء الدويري