من قال “إن الثقافة نافذة وستارة مخملية للنخبة، لذوات الطبقة الأرستقراطية في المجتمعات، وإنها كتاب ورفاهية فكرية مطلقة؟!”
الثقافة اليوم لم تعد كما كانت في السابق، بل هي متاحة للجميع، تستنهض المجتمع بدءاً من الشارع وطبقته الكادحة، الثقافة حرة من قيود المكان، والزمان أيضاً، أراها اليوم تتمثل في شتى المواقف الحياتية، في حالة الوعي الجمعي، في الدهشة وتتبع المختلف واستكشاف المجهول عبر البحث والرصد والمتابعة، وإلا لما زار نحو مئتين واثنين وعشرين ألف زائر جناح وزارة الثقافة في فعاليات معرض دمشق الدولي، من مختلف مكونات المجتمع وفئاته، ليتتبعوا الجمال، ويحضروا المسرح، ويشاهدوا الحرف التراثية، والآثار، وينتقوا قصصاً لصغارهم.
إنها الثقافة التي تفرض نفسها اليوم في عالم يعج بالثقافات المختلفة التي تسبب عسر فهم، علينا مواجهتها بثقافة غير تابعة وغير محكومة، ولا معدومة من أصالتها، وإن امتعض البعض على جريانها السريع في مجتمعنا المنهك من الحروب، المتعب من الأفكار البيروقراطية التي تحدد له كيف يكون وأين يكون.
على كل واحد منا أن يحدّث نفسه، فالثقافة أن تعطي لنفسك فرصة أن تتغير، وأنت واثق أنك تستطيع أن توفر لنفسك الظروف، وتكون مرناً في كل حال نتيجة تراكم ثقافاتك التي تجعلك منفتحاً على الآخر لا منتفخاً.
الثقافة هي ألا تضيّع وجهك الأصيل البسيط، فأنتما كالعملة لها وجهان لا ينفصلان عن بعضهما.. أنتَ وهي.
