على الرغم من حالة الارتياح التي خلفها منتخبنا الكروي في مشاركته في بطولة كأس العرب العاشرة، نتيجة التغيرالإيجابي الملحوظ الذي طرأ عليه، قياساً لما كان عليه في جولات دولية سابقة، لكن ذلك لن يطغى على الحزن العميق بعد خروجه من الدور الأول بخسارته التي كانت مفاجئة بكل المقاييس أمام الشقيق الموريتاني، لأننا وببساطة تعودنا على أن نفقد الفرصة في لحظاتها الأخيرة وبطريقة دراماتيكية!!.
ولا بد من القول أنه يجب إعطاء الفرصة والوقت للمدرب الروماني تيتا وكادره الفني، كما يجب على إدارة المنتخب أن تعمل كثيراً في الجانب النفسي على اللاعبين، وعلى جماهيرنا عدم الضغط على المنتخب بالوقت الحالي، وإعطاء اللاعبين والجهاز الفني والإدارة الفرصة للمزيد من التطور، وتعزيز الثقة بالفوز في الصولات والجولات القادمة، وتمثل وقفة الجماهير مع منتخبنا في قطر حتى اللحظة الأخيرة سلوكاً رائعاً ما أحوجنا إليه وإلى تعزيزه كثقافة دائمة، وبالعودة إلى الإيجابيات التي خلصنا إليها في مشاركة منتخبنا الأخيرة، نجد الصورة المغايرة التي ظهر بها منتخبنا، بقيادة المدرب تيتا الذي كانت بصماته واضحة جداً ولمساته مؤثرة في الجانب التكتيكي والانضباطي وفي تعزيز ثقة اللاعبين بأنفسهم على الرغم من الغيابات للأسماء الكبيرة فكان الأداء بالعموم رائعاً والمستوى عالياً، والأهم الروح الكبيرة والقتالية لجميع اللاعبين الذين أثبتوا للجميع أنهم نجوم كبار في اللعبة.
وفي هذا السياق يحضرنا مثال المدرب الألماني يورغن كلوب عندما تعاقد معه نادي ليفربول، اتفق مع إدارة النادي بأنه يحتاج أربع سنوات قبل تحقيق البطولات وهو الآن أفضل مدرب في أفضل ناد ولديه أفضل اللاعبين في العالم.
نقول لمنتخبنا (هارد لك) وهي تحمل في طياتها تقدير الجهد والتعب والظهور المتميز، وتعزية لطيفة تعبرعن التعاطف وليس اللوم والتقريع اللذين لا نحتاجهما اليوم، بل سننساهما في المستقبل إذا استمر هذا التطور، وننتظر المزيد من التطور.
مابين السطور – سومر حنيش