الثورة – تحقيق – فادية مجد:
عند زيارتك لأي مدينة تقيس حضارة ورقي سكانها من نظافة أحيائها، فالتقيد بآداب النظافة العامة والالتزام بها هو انعكاس لسلوك الفرد وقيام الجهات المعنية بعملها في قطاع النظافة من خلال التعاون المشترك بينهما دون أن نحّمل أي طرف المسؤولية كاملة ..
* مقبول في المدينة..
صافيتا تلك المدينة السياحية الجميلة وخلال جولة لنا فيها لاحظنا أن واقع النظافة فيها مقبول من حيث نظافة أغلب حاراتها وشوارعها رغم قلة عدد الحاويات نوعاً ما .
وبسؤالنا الأهالي في بعض الحارات التي تجولنا بها أشاروا الى مجيء عمال النظافة بشكل شبه يومي وقيامهم بكنس ما يحيط بالحاويات من بقايا قمامة ، إضافة لرش الشوارع الرئيسة من حين لآخر .
وقالت أم ابراهيم : نحرص على وضع القمامة بأكياس محكمة الإغلاق حتى لاتقوم الحيوانات بالعبث بها ونثرها ونضعها في الحاوية المخصصة لذلك والقريبة من المنزل .
*مطالب بزيادة الحاويات..
أما “أبو عيسى وأبو محمد وإبراهيم” فقالوا : نتمنى زيادة عدد الحاويات وعمال النظافة ، لافتين إلى أن وضع النظافة مقبول في حارتهم ولا مشكلات بهذا الخصوص .
*إهمال الأحياء والقرى ..
وبمتابعة جولتنا على بعض الأحياء التابعة لمجلس مدينة صافيتا (رويسة المندرة ، المندرة ، بيت عمران، بيت ريشة) لاحظنا تناثر القمامة بجانب بعض الحاويات إضافة لنقص عدد الحاويات، لترى أكياس قمامة مركونة على أطراف الشوارع، وقد عبثت بها الحيوانات وبعثرت محتوياتها.
عدد من أهالي هذه الأحياء الذين التقيناهم اشتكوا من بقاء القمامة في براميل القمامة عدة أيام دون أن ترحل، الأمر الذي يضطرنا لوضع أكياس القمامة بجانبها بسبب امتلاء تلك البراميل بالنفايات ولترى المناظر المنفرة ذات الروائح الكريهة، لافتين إلى أنه يتم تجميع القمامة مرتين في الأسبوع بشكل دوري لكل حارة مؤكدين أن ذلك الأمر ليس كافياً وخاصة مع انتشار الأمراض والبعوض والذباب وخاصة صيفاً عدا عن الحيوانات التي تنبش القمامة.
كما أشار عدد من أهالي تلك القرى التابعة لمجلس مدينة صافيتا إلى سرقة براميل القمامة.
*مطالب تلك الأحياء..
وتمنى الأهالي زيادة مواعيد جمع القمامة أكثر من يومين منعا لتراكمها، وفرز عمال نظافة إلى القرى المذكورة من أجل كنس الطرقات وجمع القمامة، وإزالة التعديات من أعشاب ضارة وأتربة موجودة على جوانب الطرق.
*ترحيل ٣٥ طناً يومياً..
وللوقوف على عمل مصلحة النظافة والصعوبات التي تعترضهم ونقل تساؤلات الأحياء التابعة لمجلس المدينة تواصلنا مع رئيس مصلحة النظافة في مجلس مدينة طرطوس “نزار ملحم” والذي أشار إلى آلية عملهم قائلاً: إن مصلحة التنظيفات في مجلس مدينة صافيتا تقوم بتنظيف المدينة بشكل يومي، كما يتم ترحيل القمامة وهي ما يعادل ٣٥ طناً يومياً والتي تكون مجمعة ببراميل وحاويات منتشرة في حارات مدينة صافيتا والأحياء التابعة لمجلس المدينة بواسطة أربعة جرارات وثلاثة ضواغط (سيارات لنقل القمامة)، موضحاً أنه يبلغ عدد عمال التنظيف ٤٢ عاملاً وعمال الآليات ٢١ عاملاً والسائقين ١١ سائقاً.
*منشورات توعوية..
وذكر “ملحم” أن عمال الجرارات يقومون بتفريغ الحاويات والبراميل ونقلها إلى مراكز التجميع في مدينة صافيتا، أما الضاغطات فتنقل النفايات مباشرة إلى وادي الهدة ، مشيراً إلى أن مصلحة النظافة في مجلس مدينة صافيتا وبالتعاون مع الدائرة الصحية في مجلس المدينة تقومان بنشر منشورات وملصقات توعوية تطلب فيها من الأهالي وضع القمامة بأكياس محكمة الإغلاق في الحاويات بدءاً من الساعة التاسعة ليلا وحتى الثانية عشرة ليلا، ولكن أغلبية المواطنين غير متعاونين مع مصلحة التنظيفات، ولا يلتزمون بتلك المواعيد.
*رمي القمامة عشوائيا..
ورداً على سؤالنا بخصوص الأحياء التابعة لمجلس مدينة صافيتا وقلة الاهتمام والنظافة في أغلب حاراتها أفاد إننا نعاني بالمجمل من نقص عدد عمال النظافة والآليات، ولكن مع هذا لا يوجد إهمال لتلك الأحياء ويتم ترحيل القمامة بشكل شبه يومي ولكن قيام أغلب الأهالي بوضع أكياس قمامتهم جانب الحاوية وليس ضمن الحاوية يسبب تلك المناظر المنفرة والروائح الكريهة نتيجة عبث الحيوانات بها ومع هذا يقوم عامل النظافة بكنسها وجمعها.
*صعوبات و معوقات..
وحول الصعوبات التي تعترض عملهم قال “ملحم” إنها تتمثل بنقص عدد الآليات وقدم معظمها وكثرة أعطالها، وكذلك نقص عدد الحاويات وبراميل جمع القمامة وقلة المحروقات وزيادة أعمار عدد كبير من عمال النظافة والذي يعاني أغلبهم من أمراض مزمنة والحاجة الماسة لتعيين عمال شباب مشيرا إلى أن آخر مسابقة بهذا الخصوص كانت عام ٢٠١٨، حيث تم وقتها تعيين عشرة عمال نظافة وستة سائقين، وبعدها استقال عدد من العمال والسائقين بسبب أوضاعهم الصحية أو بسبب نهاية الخدمة.