تحت مسمى عمر الشباب ومن مختلف المناطق والمحافظات، أثبتوا قدرتهم وطموحهم وجدارتهم في إنجاز أعمال بسيطة كانت أم صعبة، عبر تنفيذ العديد من الأنشطة والفعاليات التي أخذت طابع العمل التطوعي كمبادرات متميزة من شأنها أن تحقق هدفاً ما مهما اختلفت درجة أهميتها وظروف الحاجة إليها.
وحتى وإن نفذت هذه المبادرات لمناسبة محددة وهي اليوم العالمي للتطوع المصادف في الخامس من كانون الأول من كل عام، والذي يتم فيه التركيز على أهمية ومعنى العمل التطوعي في المجتمع، وخاصة في حياة جيل الشباب، حيث يأخذ هذا الجانب مزيداً من الأهمية لما يمكن أن يحققه من نتائج في عملية البناء والتنمية، في حال تم هذا العمل وفق خطط منظمة وأهداف محددة تحقق الغاية.
إذ بدت الأعمال المنجزة بأيدي شباب من أعمار مختلفة لافتة، وتنوعت مجالاتها، وخاصة منها تلك التي لامست جوانب خدمية ما، ومنها أعمال تشجير وحملات نظافة عامة في الشوارع وطلاء الأرصفة وإزالة أنقاض من مناطق خربها الإرهاب، وإعادة تأهيل وترميم مناطق، وغيرها من حملات تطوعية صحية وإنسانية خيرية ومجتمعية.
ومع تنوع هذه الحملات التطوعية للشباب وما أنجز منها على أرض الواقع، هو لاشك تأكيد ودليل على دور العمل التطوعي وقدرة الشباب على العطاء، وضرورة استثمار تلك الطاقات عبر تنظيم هذه الحملات وترسيخ قيم التطوع ليس كمجرد كلام وشعارات وإنما كإنجاز له دوره الفاعل في المجتمع، ولاسيما في هذه المرحلة وبعد سنوات من الحرب الإرهابية على سورية.
فالحاجة ماسة اليوم لتفعيل كل مامن شأنه أن يحقق إنجازاً ما، أو يترك بصمة مهمة في مرحلة البناء وإعادة الإعمار، والتي تحتاج لكثير من الأعمال والخطط ليس على المستوى الحكومي فقط، بل للعمل التشاركي بين جميع الجهات المجتمعية دوره الهام في هذا الشأن.
وكم يبدو ضرورياً العمل من قبل جميع الجهات ولاسيما منها المعنية بالشباب من منظمات ومدارس وجامعات لتعزيز ثقافة العمل التطوعي وترسيخ قيمه ودوره، حيث مازالت هذه الثقافة مغيبة في المجتمع، في وقت الحاجة لها ليس في المناسبات فقط، بل على الدوام، حيث الشباب السوري حاضر في كل وقت وزمان ليسهم في دوران عجلة البناء والإعمار.
حديث الناس- مريم إبراهيم