تتزايد نداءات الاستغاثة والشكوى للآباء أمام عجزهم عن قوننة استعمال أبنائهم لأجهزتهم الخليوية (موبايلاتهم)والتي أصبحت مصدراً محتكراً يستمدون منه معرفتهم بالعالم من حولهم، بعدما أصبح منافساً للمدرسة والمنزل، تحقنهم يومياً بآلاف الصور والمشاهد لما يحدث ولما لايحدث في واقع مملوء بالأزمات. حيث تشكل عوالم الافتراض فرصة للهروب لن يتركها تفلت من يديه.
من هنا تظهر أهمية وضرورة إعداد أبنائنا لهذه الثورة المعلوماتية المتدفقة والانفتاح الإعلامي اللامحدود باكتسابهم مهارة الوعي الإعلامي نزرعه بأبنائنا عن طريق التربية الإعلامية حتى لايكونوا كقطعة الاسفنج تمتص كل ماتتعرض له.
كي لانصل كآباء إلى مرحلة العجز التربوي مع أبنائنا أمام التكنولوجيا الحديثة والسيل المنهمر من رسائل إعلامية متعددة المصادر،والتي قد تجعل منهم متلقين سلبيين وبعيدين عنا.
علينا أن نواجه أنفسنا ولانجعل منها كبش الفداء لأمراصنا الاجتماعية أو شماعة نعلق عليها تقصيرنا التربوي،ويكون ذلك بوضع قوانين وضوابط للتعامل معها يلتزم بها الآباء قبل الأبناء وألانشتري لحظات الراحة بإلهاء أطفالنا بألعاب إلكترونية أو برامج تلفزيونية دون ضوابط وبدل أن تكون هذه الوسائل الإعلامية سبباً لانعدام الحوار بين أفراد الأسرة يستطيع الوالدان استثمارها لفتح قنوات من النقاش والاتصال مع أبنائنا وتدريبهم وتعويدهم على التعامل مع وسائل الإعلام بمهارات التفكير العليا من نقد وتفكير وتحليل واستنتاج لتمكينهم إعلامياً ..متلقون يقظون يمتلكون مهارات الاختيار واتخاذ القرار وإدارة الوقت وتنظيم حياتهم اليومية.
عين المجتمع- رويدة سليمان