الثورة – فردوس دياب:
منذ بداية الحرب الإرهابية على سورية ، كان الهدف واضحا في استهداف المدن الكبرى، وخصوصا حلب، العاصمة الاقتصادية والمنافسة بإبداعها ونشاطها الاقتصادي والتجاري لكثير من دول المنطقة، لاسيما تركيا التي سعت وحاولت عبر نظامها قتل تلك المدينة وسلبها كل مقومات حياتها ووجودها، فكان الاستهداف لها بعدة وسائل وأشكال، كان أبرزها سرقة ونهب معاملها وآلاتها وترحيلها إلى الأراضي التركية لبيعها بأبخس الاثمان.
وقد حاول أعداء الإنسانية احتلالها وإخضاع أهلها وفصلها عن الجسد السوري لكنهم فشلوا وانهزموا واندحروا وعادوا خاسئين مدحورين وهذا بسبب صمود أهلها الذين دعموا واحتضنوا جيشهم الذي ضحى بكل غال ونفيس حتى سحق الإرهاب واندحر عن ربوع المدينة المتأصلة في الوطنية والتاريخ والعراقة.
خمسة أعوام ولا يزال النصر يصدح في أحياء مدينة حلب الموغلة في الحضارة والإنسانية، ولاتزال حكايات النصر ترقص فرحاً في ذاكرة الوطن الذي لن تكتمل فرحته إلا بدحر الإرهاب عن كامل تراب الوطن.
لقد فاجأ انتصار حلب كل الدول التي شاركت بالعدوان على الشعب السوري، لأنه كان صادما لهم وأعاد مسار المعركة لصالح الجيش العربي السوري، فحلب كانت المدينة التي يراهن عليها أولئك القتلة والإرهابيون لتكون الطريق نحو احتلال كل المدن السورية ، لكن أهلها الصامدين ومعهم رجالات جيشنا الباسل احبطوا مخططات الإرهابيين وسحقوا كل وحوش الإرهاب وطردوهم منها.
حلب اليوم تنبض بالانتصار وتنبض بالحياة والعمل والنشاط، لتؤكد أنها كما باقي كل المدن السورية أقوى من الإرهاب وأقوى من كل ارهابهم.
ويكفي أن تسمع حناجر الحلبيين تشدو وتصدح بزغاريد النصر حتى تتأكد أنها نهضت من تحت الرماد، وهاهي أصوات المعامل والآلات تعزف لحن الخلود والبقاء وأيقونة الحياة التي لم تستطع وحوش الإرهاب قتلها في نفوس السوريين.
إنها حلب، المدينة التوءم لدمشق في تاريخها وعراقتها ، إنها مدينة العمل والفرح والحب والجمال والتي لم تفرط بوطنيتها وانتمائها ومستقبل أبنائها الذين صنعوا الانتصار بصبرهم وصمودهم ومقاومتهم للإرهاب ومساندتهم لأبطال جيشنا الباسل.
ليست حلب وحدها من تصدح بالانتصار، بل كل المدن السورية التي عانت هي الأخرى من الإرهاب، والتي تشاركها اليوم فرحة الانتصار على الإرهاب على أمل أن يحتفل الوطن بأكمله في القريب العاجل بالنصر الكبير على الإرهاب بعد تحريره وتطهيره مما تبقى من وحوش الإرهاب.