الثورة – عبد الحميد غانم:
تعقد في العاصمة الكازاخستانية نور سلطان اليوم وغدا أعمال الاجتماع الدولي السابع عشر لصيغة أستانا حول سورية، بعد شهر ونصف على انعقاد الدورة السابقة لهذا المسار.
يتضمن الاجتماع الجديد لقاءات ثنائية وثلاثية بين الوفود المشاركة التي تمثل الدول الضامنة وهي “روسيا وإيران وتركيا” إضافة إلى البلدان المتمتعة بصفة العضوية ووفد الأمم المتحدة، ويعقب الاجتماع ذلك إصدار بيان ختامي.
ويشارك في الاجتماع الحالي وفد يمثل الجمهورية العربية السورية برئاسة معاون وزير الخارجية والمغتربين الدكتور أيمن سوسان.
وقد انعقد حتى الآن 16 اجتماعاً وفق صيغة أستانا اثنان منها في سوتشي الروسية، وقد أكدت جميعها في البيانات الختامية على سيادة سورية واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها.
ويأتي انعقاد هذا الاجتماع ليؤكد مجددا على جدية التزام الحكومة السورية المعهودة بإنجاح هذا المسار التفاوضي وضرورة مواصلة التعاون بين الدول المنخرطة في هذه الصيغة من أجل القضاء على الإرهاب ولاسيما تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين وجميع الكيانات والجماعات المرتبطة بهما.
كما تأتي أهميته أيضاً من تأكيده على أن الأمن والاستقرار على المدى الطويل في هذه المنطقة لا يمكن تحقيقهما إلا من خلال الحفاظ على سيادة سورية وسلامة أراضيها، ورفض أي وجود أجنبي غير شرعي وأي نهب للثروات أو عائدات النفط السورية.
وما من شك بأن تقرير مستقبل سورية هو حق حصري للسوريين، ويجب أن يوجه اجتماع أستانا الحالي رسالة واضحة بهذا الخصوص إلى كل من اعتدى على السوريين وحاول إقصاء إرادتهم ومصادرة قرارهم الوطني المستقل، أو حاول فرض الوصاية والتبعية عليهم كما تفعل الولايات المتحدة الأميركية والنظام التركي.
إن نجاح هذا المسار منوط بتنفيذ الجانب التركي لالتزاماته حول سحب الإرهابيين الذين زج بهم في سورية خدمة لأجنداته الخاصة، وقد كان لافتاً مماطلة الجانب التركي في تنفيذ ما اتفق عليه في الاجتماعات السابقة، وقيامه إلى جانب الولايات المتحدة ودول غربية بحملات مسعورة بشأن الوضع الإنساني في سورية، كأبشع ما يكون التضليل والنفاق، لأن الولايات المتحدة وأدواتها هم أكثر من يذرفون دموع التماسيح على معاناة السوريين، في الوقت الذي يتجاهلون فيه أن تدخلهم غير المرحب به في الشأن السوري هو السبب الأساس في هذه المعاناة، من خلال دعم الإرهاب وانتهاك السيادة واحتلال الأرض ونهب الثروات وفرض العقوبات والاستثمار الرخيص بالموضوع الإنساني، وهو ما يؤثر سلبا على أي جهود لحل الأزمة في سورية ويعطل جهود محاربة ومكافحة الإرهاب بشكل عام.
فهل تنجح الجولة الجديدة لاجتماع أستانا في تثبيت أجواء الثقة لتحقيق الأهداف المطلوبة منه قبل نهاية العام الحالي بحيث نستقبل عاما جديداً بطموحات أكبر، أم تكون هذه الجولة اجتراراً وتكرارا لما تم التشاور حوله في دورات سابقة بسبب مراوغة ومماطلة النظام التركي في تنفيذ التزاماته..؟!.