هكذا أسقط صمود حلب مشاريع أميركا وأدواتها

الثورة – ريم صالح:
هو يوم الثاني والعشرين من شهر كانون الأول من عام 2016.. اليوم الذي سيبقى خالداً، وحاضراً في ذاكرة السوريين أجمع، كيف لا وهو اليوم الذي كُتب فيه نصر سورية الأبي وجيشها المغوار على إرهابيي التكفير والارتزاق ومشغليهم الأمريكان، والأوروبيين ونظام أردوغان، والمستعربين؟!، كيف لا وفيه ذكرى تحرير مدينة حلب، وعودة العلم السوري ليرفرف فوق مبانيها من جديد.
في 22/12/2016 تلقف الأمريكي والتركي ومعه أنظمة أعرابية متواطئة أكبر صفعة على الإطلاق، وهم الذين بالغوا في رهاناتهم، وتجاوزوا بها حد المعقول، والممكن، والمتاح، لتصل الوقاحة بالإدارة الأمريكية حينها إلى اعتبار مدينة حلب خطاً أحمر، ولتقول بوقتها أنها لن تسمح باستعادة الجيش العربي السوري لها، وأنها ستغرق إرهابييها على الأرض عبر بعض الأنظمة الخليجية المرتهنة بترسانة لا محدودة من الصواريخ والأسلحة الفتاكة، وكل ما من شأنه منع هزيمة تنظيماتها الإرهابية المسلحة، ولكن مجريات الأحداث وما حدث فعلياً أثبت أن التمنيات وأوهام اليقظة شيء، وما يجري على الأرض شيء آخر تماماً.
وبالتالي لا نجافي الحقيقة، إذا قلنا أن تحرير الأحياء الشرقية من حلب، وإعادة توحيد المدينة في كنف الدولة الوطنية السورية، أسقط رهانات كل من تآمر على سيادة سورية، واستقلالها، ووحدتها، وتوهم أن باستطاعته، وأدواته التكفيرية المأجورة، إطالة أمد حرب الاستنزاف ضد الدولة السورية وقوى المقاومة، كما أحبط هذا التحرير مخططات هذه الدول الرامية لتقسيم سورية إلى كانتونات على أسس عرقية ومذهبية وطائفية، وأثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأن القرار والحسم كان وسيبقى سورياً خالصاً.
لم تنفع التنظيمات الإرهابية المسلحة، ورعاتها، ومشغليها، وحشية مرتزقتها، ولا مجازرهم، ولا استخدامهم للمدنيين كدروع بشرية، ولا إراقتهم لدماء الأطفال الأبرياء، ولم تفدهم سياراتهم المفخخة بالحقد المتفجر، فاندحروا جميعهم أمام أبطال الجيش العربي السوري، وخروا صاغرين في الـ 22 من كانون الأول 2016، لتبدأ بعدها ملاحم الانتصارات المتتالية على الإرهاب في معظم أرياف المحافظة ومناطق واسعة في مختلف المحافظات.
المؤكد لنا جميعاً أن هذا الإنجاز البطولي كان بداية لانهزام المشروع الإرهابي في سورية والمنطقة، وتسارع انهيار تلك التنظيمات في مناطق أخرى كانت تتواجد فيها وترتكب أبشع الجرائم التي يندى لها جبين البشرية، وبدعم مباشر من الأمريكي والصهيوني والنظام التركي وبعض مشيخات الخليج، كما شكل هذا الإنجاز ضربة قاصمة للإرهابيين ومموليهم وداعميهم، وحدثاً تاريخياً مفصلياً، ونقطة انطلاق ساهمت في تحرير المناطق التي كان يتواجد فيها الإرهابيون في محافظات درعا والقنيطرة والسويداء وريف دمشق.
باختصار وكما يقول محللون لقد تغير وجه المعركة في سورية منذ تطهير حلب من الإرهاب، كما تغيرت وفق المعطيات والتطورات على أرض الواقع موازين القوى إقليميا وعالمياُ، وأصبحت القوى المتمسكة بالقانون الدولي وبحق الشعوب في تقرير مصيرها، ومستقبل بلدانها وفي مقدمتها روسيا والصين هي من يقود المشهد الدولي، بينما بدأت الولايات المتحدة خصوصاً والغرب عموماً بالتراجع، بعد أن ساهموا بشكل مباشر في سفك دماء أبناء سورية والمنطقة، وجندوا مئات آلاف المرتزقة المجرمين لقتل الشعوب وتمزيقها، ضاربين عرض الحائط بجميع القرارات الدولية التي تجرم الإرهاب، ومن يدعمه، وتدعو إلى محاربته وتجفيف منابع تمويله.
ممارسات وجرائم المجموعات الإرهابيّة المسلحة وداعميها في حلب تسببت بمعاناة إنسانيّة غير مسبوقة، ودفعت بالمدنيين إلى الفرار من المناطق التي هاجمها الإرهابيون والهروب من جرائمهم الوحشية التي شملت القتل والاختطاف وارتكاب أعمال عنف وحرق وتدمير المؤسسات الخدميّة بما فيها المدارس والمستشفيات، ومنع وصول المساعدات الإنسانيّة واحتكارها وحرمان مستحقيها المدنيين منها، إضافةً إلى نهب الثروات الوطنيّة والممتلكات العامة والخاصة.
وفي سياق هذه الحرب الكونية القذرة، كان أطفال سورية هدفاً ووسيلةً، فاستباحت المجموعات الإرهابيّة دماءهم بالتفجيرات والقصف العشوائي الذي استهدف مدارسهم وبيوتهم وحياتهم اليومية، وجعلت منهم الضحايا الأساسيين لجرائمها، مثل الطفل عبد الله عيسى الذي ذبحه الإرهابيون في حلب، والأطفال النازحين من كفريا والفوعة الذين استشهد مائة وعشرون منهم نتيجة تفجير إرهابي استهدفهم في حي الراشدين غرب حلب، والقائمة تطول….إإذاً عاصمة سورية الاقتصادية خرجت من عباءة الإرهاب دون عودة، وصمود أبنائها الشرفاء، ووقوفهم خلف أبطال الجيش العربي السوري، والقوى الحليفة، والرديفة، أسهم بشكل مباشر في تخليصها من الإرهاب والإرهابيين، لتعود حلب عاصمة للاقتصاد والحياة، ولتبدأ أصوات هدير الآلات في المعامل والمصانع التي تتوزع على مختلف أرجاء المحافظة من جديد، إيذاناً ببدء عودة الإنتاج والعمل بعد توقف قسري بسبب الجرائم التي ارتكبتها التنظيمات الإرهابية التي استهدفت المنشآت الحيوية والعمال في مصانعهم، ليس في حلب فقط بل في مختلف المحافظات

آخر الأخبار
محافظ حلب : دعم القطاع التجاري والصناعي يشكل  الأساس في عملية التعافي د. الرداوي لـ "الثورة": المشاريع الكبرى أساس التنمية، والصغيرة مكمّلة مبادرة "تعافي حمص"  في المستشفى الجامعي اندلاع أكثر من عشرة حرائق في اللاذقية وإخماد ثلاثة منها حريق يستعر في حي "دف الصخر" بجرمانا وسيارة الإطفاء بلا وقود تسريع إنجاز خزان المصطبة لمعالجة نقص المياه في صحنايا صيانة 300 مقعد دراسي في مدرسة المتفوقين بحمص صيانة 300 مقعد دراسي في مدرسة المتفوقين بحمص معالجة التعديات على عقارات المهجرين.. حلب تُفعّل لجنة "الغصب البيّن" لجنة فنية تكشف على مستودعات بترول حماة الشمس اليوم ولاحقاً الرياح.. الطاقات المستدامة والنظيفة في دائرة الاستثمار صياغة جديدة لقانون جديد للخدمة المدنية ..  خطوة مهمة  لإصلاح وظيفي جذري أكثر شفافية "الشباب السوري ومستقبل العمل".. حوار تفاعلي في جامعة اللاذقية مناقشات الجهاز المركزي مع البنك الدولي.. اعتماد أدوات التدقيق الرقمي وتقييم SAI-PMF هكذا تُدار الامتحانات.. تصحيح موحّد.. وعدالة مضمونة حلاق لـ "الثورة": سلالم التصحيح ضمانة للعدالة التعليمية وجودة التقييم "أطباء بلا حدود" تبحث الواقع الصحي في درعا نهضة جديدة..إقبال على مقاسم صناعية بالشيخ نجار وزير الخارجية اللبناني: رفع العقوبات عن سوريا يساعدها بتسريع الإعمار ترميم قلعة حلب وحفظ تاريخها العريق