الجولان.. ومرتزقة التعويل الإسرائيلي

ثورة أون لاين- بقلم رئيس التحرير عـــلي قــاســـــــم:
لم تستطع أضواء جنيف أن تحجب الجولان أو أن تغيّبه عن أولويات السوريين، ولم يستطع الإرهاب- رغم محاولة الإسرائيلي الاصطياد في ظلمته- أن يلغي قضية الجولان والأرض المحتلة من قاموسهم ومن يومياتهم وتفاصيل ذاكرتهم الجمعية والفردية،

كجزء من الوجدان السوري الذي تتقاطع عنده كل مشاهد اليقين السياسي ببقاء الجولان بنداً دائماً في لائحة همهم واهتمامهم.‏

ولم يكن بمقدور الحجارة التي رمتها قوى وأطراف وهي تغمز من قناته أن تغيّر في الحقيقة شيئاً، خصوصاً بعد أن تكشفت أبعاد العلاقة القائمة بين الإرهابيين وإسرائيل، وتوضحت معايير المعادلة السياسية التي يريد أن يفرضها الإرهاب في رسم معالم الطريق إلى خدمة الإسرائيلي تنفيذاً للاشتراط الأميركي.‏

فبقي الجولان كما كان على الدوام معياراً للعمل السياسي والوطني، وظلت رمزيته تحاكي انفعالات السوريين اليومية، وهم يتابعون جزئيات العدوان المتواصل على سورية من أصقاع تقاطرت عبرها المرتزقة، والتقت من خلالها الدول الوظيفية القائمة مع الفعل الإرهابي المنظم، وتقاطعت عنده الأطماع والمشاريع مع أجندة التنظيمات الإرهابية.‏

ربما لم يكن صعباً على أحد تقصي أبعاد العلاقة وحدود الخدمة المتبادلة بين الإرهابيين وإسرائيل، ودرجة الكفالة الإقليمية والغربية والرعاية الأميركية المباشرة، لكن في الوقت ذاته لم يكن من السهل توقع أن يتم تظهيرها بهذه العلنية ولا أن يكون الوسطاء مشيخات وإمارات، وصولاً إلى أن يسارع الإسرائيليون إلى المجاهرة بأهدافهم النهائية في القرصنة السياسية مستغلين أجواء المناخ الدولي المتداخلة في حسابات النظام العالمي الذي يولد.‏

الفارق في الحسابات هنا يشبه الخطأ في افتراضات المرتزقة ومشغليهم والأوهام التي انتصبت، كما يتقاطع مع المعادلات المقلوبة التي ارتسمت في أذهان الكثيرين ممن عوّلوا على الأميركي وأدواته في استهداف سورية، وأن الضغط في نهاية المطاف يمكن أن يعدّل من مسار الأحداث، وجاءت المقاربات الإسرائيلية مشبعة بغطرسة الاحتلال المعهودة لاقتناص فرصة الانشغال بما يجري من أجل تحقيق ما عجزت عنه على مدى سنوات الاحتلال البغيض، وهي تحصي أوراق التعويل في محفظة المرتزقة.‏

واللافت أن يكشف الإسرائيلي علناً وفي توقيت لا يخلو من دلالة واضحة في التخطيط المسبق لاقتناص الفرصة، وأن يمر الأمر دون أن يستوجب ولو كلمة واحدة من المعارضين باختلاف أطيافهم.. أدوارهم ووظائفهم، ولا نعتقد أن قضية الجولان تخص أحداً في سورية دون سواه، وهي كما كانت موضع إجماع في الماضي ستبقى كذلك، ووحدهم المتآمرون والخونة يريدون أن يعزلوا أنفسهم خارج دائرة حسابات غضب الإسرائيلي وأسيادهم في السياسة ومموليهم في الإرهاب.‏

الاختلاف هنا قطعي والفراق حتمي والتعارض إلزامي، لأن السوريين الذين رفضوا قرار الضم رسمياً وشعبياً باتوا اليوم أكثر تمسكاً برفضه وأشد إصراراً على استعادة أراضيهم المغتصبة، وأكثر قناعة بأن هؤلاء المرتزقة في السياسة والقتل والدبلوماسية والإعلام لا يختلفون عن بعضهم وليس هناك من فارق، حيث من يرفض استعادة الأرض المغتصبة لا يختلف كثيراً عمن يضع يده بيد الإسرائيلي والاثنان لا يختلفان عن الإرهابي الذي يقتل السوريين بالقنص والمفخخات والهاون والتفجيرات الإرهابية.‏

ما فات الجميع أن الجولانيين الذين بقوا على تمسكهم بهويتهم لن يقبلوا أن يكونوا جسراً لتنفيذ ما عجز الاحتلال عن فرضه بالقوة والضم والتهجير والتنكيل، ولن يسمحوا لبضع خونة ومتآمرين أن يعدّلوا من مشهد مقاومتهم الذي كان وسيبقى مثالاً حياً للتمسك بالأرض والهوية، وهم يدركون أن السوريين على امتداد الأرض السورية يتشاركون معهم آمال عودة الأرض ودحر المحتل مهما طال الزمن.‏

a.ka667@yahoo.com

آخر الأخبار
70 بالمئة من طاقة المصانع معطّلة... والحل بإحياء الإنتاج المحلي  استفزاز إسرائيلي جديد.. زامير يتجول بمناطق محتلة في سوريا الفاتيكان يعلن وفاة البابا فرنسيس حمص.. حملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال تستهدف ١٤٣١٤ طفلاً الخليفي: قطر ستناقش مع واشنطن تخفيف وإزالة العقوبات عن سوريا 4 آلاف معلم ومعلمة في إدلب يطالبون بعودتهم للعمل تأهيل محطة مياه الصالحية.. وصيانة مجموعات الضخ في البوكمال بدء التقدم للمفاضلة الموحدة لخريجي الكليات الطبية والهندسية "العمران العربي بين التدمير وإعادة الإعمار" في جامعة حمص توظيف الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم منح دراسية تركية لطلاب الدراسات العليا "التعليم العالي".. "إحياء وتأهيل المباني والمواقع التاريخية" "مياه اللاذقية"... إصلاحات متفرقة بالمدينة "صحة اللاذقية": حملة تعزيز اللقاح تستهدف أكثر من 115 ألف طفل تفعيل عمل عيادة الجراحة في مستشفى درعا الوطني "المستشفى الوطني بحماة".. إطلاق قسم لعلاج الكلى بتكلفة 200 ألف دولار إطلاق حملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال بالقنيطرة الألغام تواصل حصد الأرواح.. رسالة من وزارة الدفاع للسوريين حول الملف الصعب وطويل الأمد صندوق النقد والبنك الدوليين يبحثان استعادة الدعم لسوريا سفير سوداني: نعارض أيّ شكلٍ من أشكال تهجير الفلسطينيين