«نزالات» جنيف ورسائل الحلبة الأممية..!!

ثورة أون لاين – رئيس التحرير عـــلي قــاســـــــم:
فرض الحديث عن الإرهاب حضوره على الطاولة السويسرية بهويتها الأممية، ولم تنفع المداورة السياسية في استبعاده، ولا لغة النفي والرفض في تأجيله، رغم المساحة الهائلة من المحاصصة السياسية والمبازرة التي كانت تتم على حساب أرواح السوريين بأمر عمليات أميركي متحرك، وبرعاية أممية انتقائية.

لسنا بوارد الحديث في الاستنتاجات التي تروّج لها أمزجة وعقول وتمنيات مرتزقة، في جزء منها بمرتبة دول، وبعضها يطلَق عليها صفة العظمى، لأنه من الثابت اليوم أن الإرهاب ليس عملة للترويج السياسي، ولا يصلح تحت أي عنوان للابتزاز والمساومة الحاضرة في كل التفاصيل التي تلقنها الإدارة الأميركية والرعاة الإقليميون لممثليهم داخل القاعة الأممية وللناطقين باسمهم خارجها.‏

ورغم حالة الفلتان السياسي والإعلامي التي يتسابق فيها الرعاة والمرتزقة على حد سواء، لم يكن من المتاح لهم تعويم الحالة الهلامية للمشهد وهو يصطدم بالعثرات ذاتها، وما عجز عنه المرتزقة داخل القاعة وخارجها، لم يكن بمقدور فورد الذي دخل على خط السباق الإعلامي بعد طول غياب أن ينجد مرتزقته من المستنقع السياسي الذي غرقوا فيه، وحتى استعانته بالمبعوث الدولي لم تنفع في تدوير الزوايا لتسويق ما يبدو عصياً على التسويق.‏

اللافت أن جنيف في جولته الثانية يراكم الملفات.. ما بطل منها وما استجدّ.. على طاولة لم تعرف الاستقرار، ولا يبدو أنه يراد لها ذلك في المدى المنظور، على وقع التناقضات التي تكاد تخرجها من جلدة الصبغة الدولية وتداعياتها، لتدخلها في زواريب الحسابات والمناكفات التي تجعل الصمت حيالها انحيازاً فاضحاً.‏

الأصوات التي تعلو في الحديث عن خطر الإرهاب ليست قادمة من الفراغ، ولا هي لتعبئة الشواغر الناتجة عن اتساع مساحة المماطلة والمراوغة، بل مثلت إضافة غير مدرجة في المعادلات الأميركية، ولا هي محسوبة حين لوحت أميركا بعصا مجلس الأمن.‏

فالرسائل التي تعمّدت أميركا أن تكون مترافقة مع التلويح افتراضياً بالعصا، أجابت عليها روسيا برفعها واقعياً عبر الاحتكام إلى مجلس الأمن في مكافحة الإرهاب، وهو احتكام ناورت واشنطن طويلاً للحيلولة دون وصوله إلى مقاصده، بل أغلقت دونه الباب حتى في النقاشات الجانبية.‏

قبل هذه وتلك كانت الرسائل الجوابية السورية تتوالى تباعاً، بدءاً من الرد على انتقائية مرتزقة القرار الأميركي، وليس انتهاء بحصار محكم لمناورات المبعوث الأممي، مروراً بحائط الصد السياسي والإعلامي والدبلوماسي الذي تحوّل إلى جبهة مبادرات، أثمرت انتزاع إدانة من بان كي مون لمجزرة معان لم تكن واردة في الحسابات الاميركية، ولا هي على أجندة مرتزقته، ورغم أنها غير كافية لكنها أحدثت اختراقاً في الجدار الأممي، الذي بقي صامتاً وموارباً في إدانة مجازر الإرهابيين الذين يدافع عنهم وفد الائتلاف المسمى المعارضة، كما يتم تبنيهم من سادته السياسيين وأولياء نعمته في التمويل والتسليح.‏

الفارق الإضافي أن ما سجلته مداولات الجولة الثانية، حتى الآن، يفتح الباب على اجتهادات تهدد المؤتمر الدولي، ولا تزال تدفع بعجلاته نحو انزياح خطير تطول مفردات ما هو معمول به في سياق التجارب الدولية، حين تتحول «الحيادية» الأممية إلى ورقة للمبازرة السياسية على الطاولة الأممية ذاتها، وهي تسجل سابقة في العرف التفاوضي الذي يواجه حائطاً مسدوداً تطول أوجاع الاصطدام به رأس المبعوث الأممي.‏

يستطيع جنيف أن يفرد ما يشاء من الاستنتاجات الجانبية، وبمقدور الهرولة السياسية والدعائية أن تواصل لهاثها وهي تخوض سباق النقاط الافتراضية، لكنه لن يتمكن من تجاوز وقائعه العملية التي ثبتت في حلبة الصراع الدولي مكافحة الإرهاب بنداً رئيسياً، وفتحت نوافذه أمام مجلس الأمن ليضع النقاط على الحروف.‏

سيعود جنيف إلى دفاتره قبل أن يغلق قاعاته ليسجل ومن بداية السطر الأول: كما كان الميدان السوري موضع اختبار أضاف كامل رصيده إلى الحساب الوطني، ها هي نزالات القاعات السويسرية في السياسة والدبلوماسية والإعلام تراكم من ذلك الرصيد بجولاته الماضية والحالية، وهي تعيد تسييج الوطن بالقناعة الأكيدة أن البداية من دمشق انطلقت.. وفي دمشق ستحط رحالها في نهاية المطاف، ليكون من يتحدث باسم السوريين هم فقط السوريون في الانتماء, لا المزيفون أو المدّعون وأشباه الساسة والمشتبه عليهم في السياسة.‏

a.ka667@yahoo.com

آخر الأخبار
حلب تطلق حملة للكشف المبكر عن سرطان الثدي "مياه درعا" تكشف السبب الرئيسي لتلوث المياه في نوى مناقشة تطوير الاستثمار الوقفي في ريف حلب و"فروغ" المحال الوقفية وزير الأوقاف يزور مصنع كسوة الكعبة المشرفة جهود لتحسين الخدمات بريف دمشق دراسة إشراك العاملين في حكومة الإنقاذ سابقاً بمظلة التأمينات الاجتماعية أكاديميون يشرحون  الإصلاح النقدي والاستقرار المالي..  تغيير العملة سيؤدي لارتفاع البطالة ..اذا  لم ! مفاضلة القبول الجامعي تسير بسهولة في جامعة اللاذقية مرسوم رئاسي يمنح الترفع الإداري لطلاب الجامعات اجتماع الهيئة العامة لـ"غرفة دمشق": الشراكة لتعزيز الصناعة والتنمية الاقتصادية تبادل البيانات الإحصائية..  مشاركة سورية فاعلة للاستفادة من التجارب العالمية  " المالية"  تغيّر خطابها.. من الجباية إلى الشراكة مع " الخاص" الشيباني يجتمع مع وزير الدفاع اللبناني في السعودية ما دلالة انعقاد المؤتمر الدولي حول الأسلحة الكيميائية في سوريا؟ بخبرات سورية مكتسبة…عمليات قلبية مجانية بمستشفى ابن رشد في حلب صحة الأم النفسية، صحة الجنين.. كيف يؤثر التوتر على الحمل؟ صحة درعا تطلق حملة الكشف المبكر عن سرطان الثدي انهيار في مبنى "الداخلية" يخلف جرحى الضحايا تحت الأنقاض.. والطوارئ في سباق مع الزمن الشيباني يلتقي وزير الدولة الألماني للتعاون الاقتصادي في السعودية الشيباني يلتقي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي في السعودية