يتوهم المحتل الصهيوني أن مخططاته الاستعمارية التوسعية ومشاريعه التهويدية الاستيطانية التي تستهدف جولاننا السوري المحتل، قد تمكنه من تكريس واقع الاحتلال، وتغيير حقائق التاريخ، والجغرافيا، فالجولان كان وسيبقى وإلى الأزل أرضاً سورية بامتياز، بينما وجود المحتل الإسرائيلي طارئ ومؤقت سيزول عاجلاً، وليس آجلاً، رغم اشتداد غطرسة هذا الكيان الغاصب وعرابه الأميركي.
العدو الصهيوني هو أحد الأقطاب الرئيسيين في الحرب الإرهابية على سورية، وأكثر المستفيدين من استمرار هذه الحرب، وهو يعمد لاستغلال الأوضاع الراهنة لتكريس احتلاله للجولان السوري، وفرض قوانينه وسطوته على أهالي الجولان المحتل، وما أعلنته حكومة الاحتلال عن مخططها التوسعي الجديد حول زيادة عدد المستوطنات على أرض جولاننا الحبيب، هو لتثبيت الوجود الاحتلالي غير الشرعي، ومحاولة الحصول على شرعنة دولية لهذا الاحتلال في وقت لاحق، متسلحة بالدعم الأميركي والغربي اللا محدود، الذي يشجعها على الاستمرار بجرائمها، ومواصلة انتهاكها للقوانين الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة، وكلنا يعلم بأن هذا الكيان الغاصب قام أساساً على سياسة الترهيب، والقتل، والتهجير، والتهويد، والسلب، والنهب، وقضم الأراضي، وسرقة الممتلكات.
ويبقى اللافت هنا هو الموقف الدولي الذي لم يتخذ بعد أي إجراء رادع يضع حداً لانتهاكات الاحتلال الصهيوني، مع العلم أن المنظمة الأممية سبق أن اتخذت عدة قرارات، أكدت فيها أن الجولان السوري المحتل كان وسيبقى سورياً، وهذا يعطي الدولة السورية الحق المشروع في استعادته بكل الوسائل المتاحة، وهذا الحق لا يسقط بالتقادم.
ما يمارسه الكيان الصهيوني بحق أهلنا في الجولان المحتل من انتهاكات جسيمة، وإجراءات عدوانية متسارعة على الأرض، هو جزء من مراحل الحرب الإرهابية التي تصب في خدمة المشروع الصهيوني المعد لسورية، والمنطقة برمتها، ولكن الفشل سيبقى النتيجة الحتمية لهذا المشروع المتهالك، فجولاننا المغتصب عائد لا محال، وكل إجراءات المحتل الصهيوني ومخططاته التهويدية لن تغير شيئاً من حقائق التاريخ.
حدث وتعليق- ريم صالح