الثورة – عبد الحميد غانم:
سعت سورية في تصديها للحرب الإرهابية التي استهدفتها طيلة عشرية القتل الدامي، لإنهاء الأزمة من خلال مكافحة الإرهاب وتحرير الوطن من رجس المجموعات الإرهابية.. وبالتوازي عملت الدولة على إرساء الحل السياسي للأزمة حقنا للدماء وسقوط الضحايا باعتبار أن أي مشكلة تنتهي إلى حل سياسي.
وقد عملت الحكومة السورية على تحقيق ذلك الحل من خلال طريق المشاركة في المؤتمرات السياسية التي انعقدت تلبية لدعوات دولية من روسيا والأمم المتحدة في أستانا وجنيف.
وفي طريق مواز آخر قامت الدولة السورية بإجراء مصالحات وطنية لاسيما في المناطق التي أصابها الإرهاب لإرساء الأمن والاستقرار في تلك المناطق، وقد حققت الدولة السورية بفضل جيشها الباسل وصمود شعبها وتضحياته ووقوف الأصدقاء إنجازات كبيرة على صعيد مكافحة الإرهاب وتحرير الوطن من رجسه خلال السنوات الماضية.
لكن الحل السياسي حقق بعض التقدم في جوانب ولا يزال متأخرا في جوانب أخرى، فمن المعروف أن أي مشكلة تنتهي بحل سياسي قد يكون طويلا أو قصيرا وربما يكون بطيئا بسبب ما يواجهه من عقبات تؤخره وربما تدفعه باتجاه الفشل.
ويتضمن مسار المصالحات التي انتهجته الحكومة ولاقى قبولا وترحيبا داخليا ودوليا عودة الأهالي إلى أحيائهم وخروج المسلحين خارج الأحياء أو البقاء لكن من دون سلاح مع العودة إلى الحياة الطبيعية. وتقوم الدولة بالعفو عن هؤلاء وتسوية أوضاعهم لكي يعودوا إلى حياتهم الطبيعية، وضمن إطار الحل السياسي للأزمة، قامت الحكومة السورية بخطوات مهمة وبارزة لقيت ترحيبا دوليا، إذ أشادت بها أغلب الحكومات الصديقة والحليفة لسورية وهي ملف المصالحات الوطنية.. حتى في الداخل السوري حقق هذا الملف نجاحات واسعة، لكن الغرب كعادته يحاول دائما عبر تدخلاته و إعلامه تعكير صفو الحل السياسي الحقيقي الذي تلتزم به الدولة السورية وفق المعايير الدولية، ويطرح حلولا تناسب سياساته رغم علم الجميع أن هذا الغرب غير راغب بالحل السياسي أصلا ولم يقم بأي خطوة تساعد على إنهاء الأزمة والحل السياسي.
والمقصود بالغرب هنا عدة دول كالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا بشكل أساسي.. وباقي الدول هي دول ثانوية، وهذه الدول كما أظهرت تطورات الأحداث لا ترغب بالحل السياسي، فالحل السياسي وفق رؤيتها العدوانية يعني تغيير نهج الدولة وتحويلها إلى دولة تابعة وخاضعة لمشاريع الغرب الاستعماري.
لقد حققت المصالحات الوطنية في سورية التي انتهجتها الدولة نجاحات كبيرة ساعدت على تحسين الأوضاع الأمنية للكثير من المواطنين السوريين في مناطق مختلفة. فما حصل في هذا الإطار خلال الأيام الأخيرة من العام الفائت من مصالحات في جنوب سورية وشرقها أكد ويؤكد على أهمية هذه الطريق السياسة التي أثبتت نجاحها وفعاليتها في إرساء الاستقرار والسلام.