الثورة – راغب العطيه:
بشهاداتهم.. يؤكد أبناء محافظة دير الزور ممن انضموا إلى عملية التسوية الشاملة الخاصة بأبناء المحافظة، أنهم يولدون من جديد، وأنهم يتنفسون اليوم الحرية والعزة والكرامة بعودتهم إلى حضن وطنهم الدافئ، بعد سنوات من الضياع والخوف والمعاناة، عاشوها في ظل إرهاب وإجرام ميليشيا “قسد” التابعة للاحتلال الأميركي، والتي تعرقل اليوم التسويات، وقبلها “داعش” و”النصرة” والعديد من التنظيمات الإرهابية التي انتشرت في هذه المناطق والقرى على امتداد أكثر من عشر سنوات من الزمن، ونشرت معها القتل والإجرام والفوضى وعدم الاستقرار.
ومع استمرار عمل لجان التسوية في محافظة دير الزور، فقد شهدت مراكز التسوية في المحافظة سواء في الميادين أو البوكمال وغيرها إقبالاً واسعاً من قبل المواطنين لتسوية أوضاعهم، ومع بدء عملية التسوية للمدنيين المطلوبين والعسكريين الفارين والمتخلفين عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية في بلدة الشميطية بريف دير الزور الغربي في إطار التسوية الشاملة الخاصة بأبناء المحافظة، يتأكد لأبناء دير الزور ممن غرر بهم في الفترة الماضية حرص دولتهم عليهم وعلى أهاليهم وقراهم وبلداتهم، وأنها تمنحهم فرصة ثمينة لتسوية أوضاع ممن لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين كي يعودوا مواطنين حقيقيين لهم حقوقهم وعليهم واجباتهم.
وقد انضم الآلاف من أهالي دير الزور إلى هذه التسوية التي انطلقت في الرابع عشر من شهر تشرين الثاني الماضي، وخاصة من أبناء الجزيرة الذين تحاول ميليشيا “قسد” التضييق عليهم بكل أشكال الإرهاب لمنعهم من الوصول إلى مراكز لجان التسوية، إلا أن هذه الممارسات الإجرامية من جانب “قسد” المرتبطة بالقوات الأميركية المحتلة لم تثن عزيمة أبناء القرى والبلدات الخاضعة لسيطرتها على العبور إلى مراكز اللجان سواء كان في مدينة الميادين أو مدينة دير الزور أو البوكمال، وسيتواصل هذا الزخم الوطني لدى أبناء المحافظة في الأيام القادمة مع انتقال لجان التسوية إلى بلدة الشميطية بالريف الغربي.
وساهمت التسويات والمصالحات التي طرحتها الدولة السورية خلال السنوات الماضية في العديد من المحافظات والمدن في ترسيخ الأمن والأمان والاستقرار فيها، وفتحت الطريق أمام إعادة الحياة إلى طبيعتها من خلال تأمين الدولة لكل الخدمات وتأمين كل الوسائل اللازمة لدوران عجلة الإنتاج والعمل في كل المرافق والمعامل والمصانع، وذلك خدمة للشعب السوري الذي يواجه أبشع حصار اقتصادي تقوده واشنطن وأتباعها الأوروبيين، ولتقوية الاقتصاد الوطني بشكل عام.
وستساهم التسوية التي تشمل المدنيين المطلوبين من أبناء دير الزور والعسكريين الفارين والمتخلفين عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية، في تقوية الجبهة الداخلية في مواجهة كل التضليل الذي يمارسه رعاة الإرهاب، وستشد من أزر الجيش العربي السوري الذي يواصل مهمته الوطنية والدستورية للحفاظ على وحدة سورية أرضاً وشعباً ومؤسسات.
اليوم وبعد أن أفشلت سورية المشروع الإرهابي الأميركي الصهيوني بكل جدارة وبشهادة الأعداء قبل الأصدقاء، فهي ماضية بهمة جيشها الباسل في معركتها ضد الإرهاب المتعدد الجنسيات حتى إن تستكمل تطهير كامل التراب الوطني من رجس الإرهاب وكل القوات الأجنبية الغازية، وعلى جميع أبنائها في هذه المرحلة المفصلية مرحلة إعادة الإعمار أن يكونوا يداً واحدة لإعادة بناء ما دمره الإرهاب وتأمين كل الوسائل اللازمة لعودة المهجرين الذين أصبحوا ورقة ابتزاز بيد الدول الغربية ضد سورية، حيث لم تزل هذه الدول تضع المزيد من العراقيل أمام عودتهم، رغم كل الجهود التي بذلتها الدولة السورية لإعادتهم إلى حضن الوطن.