الثــورة:
مع بداية كل عام ميلادي جديد تكون الأرض على موعد مع “الحضيض الشمسي”، وتحديدا في أوائل كانون الثاني، وذلك عندما تكون عند أقرب مستوى من الشمس.
وبعد انتصاف العام وتحديداً في أوائل شهر تموز تصبح الأرض عند أبعد نقطة من الشمس، فيما يعرف باسم “الأوج”.
كيف تتغير المسافة بين الأرض والشمس، وكيف يحدث الحضيض والأوج.
ان الألماني يوهانس كيبلر (أول من وضع قوانين تصف حركة الكواكب)، عندما وضع قوانينه لحركة الكواكب وصف أنها حركة مدارية، وقال إن الكواكب تدور في مدارات “بيضاوية” وليست “دائرية” لها مركز ثابت ونصف قطر، وهو ما يسري على جميع الكواكب والمذنبات والكويكبات الأخرى الموجودة، والتي تدور في مدارات إهليلغية أو بيضاوية.
المرور في إطار إهليغي Elliptic ليس به مركز، وبالتالي فعند دوران الأرض تصبح الشمس موجودة في إحدى البؤرتين لهذا المدار الإهليغي.
وعندما تكون عند النقطة الأقرب إلى الأرض يسمى ذلك بالحضيض الشمسي أو ما يعرف باسم Perihelion، وتصبح الأرض على مسافة حوالى 147 مليون كيلومتر تقريبا (حوالى 91.4 مليون ميل) من الشمس، ويتم ذلك في كانون الثاني من كل عام.
أما عندما تكون في الجانب الأبعد إلى الشمس في تلك الحركة المدارية، فإن ذلك يسمى “الأوج” أو Aphelion، الذي يمثل وجود الأرض في أبعد نقطة لها من الشمس، في أوائل شهر تموز.
وتكون الأرض على بعد 152 مليون كيلومتر من الشمس، أي بفارق حوالى 5 مليون كيلومتر عن المسافة التي تكون عليها الأرض من الشمس عند الحضيض الشمسي.
حيث أن حدوث الحضيض يكون فيكانون الثاني والأوج في تموز، فإنه يشير إلى أن “هذه المواعيد تتغير بمرور الوقت، نظرا لأن محور دوران الأرض غير ثابت وبه ترنح، كما أن الجاذبية لها عوامل أخرى تسبب هذا التغير تبعاً لدورات ميلانكوفيتش، لكنه يحدث على مدى طويل يصل لعشرات الآلاف من السنين. فان هذا التعامد وميل المحور يسبب تغير الفصول.
وفي الوقت نفسه أن الكواكب جميعها له نفس النظام من حيث قربها أو بعدها من الشمس (الأوج والحضيض).
بينما تكون سرعة الكواكب أكبر عند الحضيض نظرا لأن الجاذبية تكون أعلى لوجودها على مسافة أصغر، وتبعا لقوانين نيوتن فكلما قلت المسافة كلما ازدادت قوة الجذب، وبالتالي تزيد سرعة حركة الكواكب، وإلا سقطت في مصيدة جاذبية الشمس.
والعكس صحيح، كلما كانت بعيدة (الأوج) كلما كانت الحركة أبطأ.
حيث أن الأوج والحضيض لا علاقة لهما بتغير المناخ بشكل مباشر، ذلك أن المسألة مرتبطة بمساحة السطوع على السطح وليست بالقرب أو البعد من الأرض بالنسبة للشمس.