الثورة – مها الداهوك:
في ظل ما تشهده كازاخستان اليوم من أعمال عنف وفوضى، تبدو أصابع الغرب واضحة في تحريك تلك الأحداث لغايات سياسية، لابد من الإشارة إلى أهمية هذه الدولة من حيث الموقع الجغرافي، والمساحة وعدد السكان والوضع الاقتصادي باعتبارها جزءا هاما جداً في رقعة التنافس الجيوسياسي بين روسيا والغرب.
كازاخستان كانت آخر الجمهوريات السوفييتية التي أعلنت استقلالها في أثناء تفكك الاتحاد السوفييتي عام 1991، وعقب نيلها الاستقلال أعلنت نفسها جمهورية ديمقراطية علمانية دستورية، وأقرَّت دستورها عام 1993 وعدَّلَته عام 1995، وهي تتبنى نظام الحكم الرئاسي، وقد تَولَّى نور سلطان نزارباييف رئاسة الجمهورية من 1 كانون الأول عام 1991 حتى استقالته في آذار 2019، ليحلّ مكانه قاسم جومارت كيميلوفيتش توكاييف.
كازاخستان تعتبر من حيث الموقع دولة عابرة للقارات، إذ تقع أراضيها داخل قارتين، جزء في آسيا الوسطى ناحية الشمال، وجزء في أوروبا الشرقية من الجهة الغربية (غرب نهر الأورال)، وتُعتبر تاسع أكبر دولة في العالم من حيث المساحة، حيث تبلغ مساحتها 2.717.300 كم2، وهذه المساحة تزيد عن مساحة أوروبا الغربية مجتمعة، كما تشتهر كازاخستان بكثرة التضاريس على أراضيها، ويعتنق 70% من سكانها البالغ عددهم نحو 19 مليون نسمة حسب إحصائيات 2021 الديانة الإسلامية، تتبعها الديانة المسيحيّة بنحو 26%.
عاصمة البلاد هي نور سلطان التي كانت تُسمَّى حتى عام 2019 باسمها الأصلي أستانا، والتي أصبحت العاصمة فعلياً عام 1997 بدلاً من ألماتي، أكبر مدينة في البلاد، كما تُعَدّ مدينة بيكانور من أهم مدن البلاد لكونها تحتضن المركز الفضائي.
وتقسم كازاخستان إلى أربع عشرة محافظة رئيسيّة، بالإضافة إلى وجود ثلاث مدن لها حالة خاصّة، وفي كازاخستان لغتان رسميتان هما اللغة الكازاخية وهي واحدة من اللغات التركيّة، حيث يتحدث بها ما يقارب الـ 65% تقريباً من إجمالي عدد السكان، أمّا اللغة الأخرى فهي اللغة الروسية، هناك أيضاً إلى جانب هاتين اللغتين العديد من اللغات الأخرى والتي منها على سبيل المثال، اللغة الأوكرانية، واللغة التترية، ولغة الأوزبك، واللغة الإنجليزية، ولغة الأويغور، واللغة المنغوليّة، واللغة الأوكرانيّة، ولغة قيرغيزستان، واللغة المنغولية.
ولحدود كازاخستان أهمية كبيرة من حيث الجغرافيا، إذ تجاور حدودها دول كبرى وقوية مثل الصين وروسيا، بالإضافة إلى أوزبكستان وتركمانستان وقيرغيزستان، وتمتد شواطئها على بحر قزوين بطول 1894 كم.
كما تعتبر كازاخستان من أقوى الدول اقتصادياً في منطقة آسيا الوسطى، إذ تنتج وحدها نحو 60% من الإنتاج الإجمالي لهذه المنطقة من الناحية المحلية، وهي تشتهر بصناعة النفط والغاز ، بالإضافة إلى مواردها المعنية الوفيرة، ويعتمد اقتصادها اعتماداً شبه كلّيّ على صادرات النفط التي تشكّل نحو 56% من الصادرات الكلية و55% من ميزانية الدولة، كما تُعتبر كازاخستان إحدى أهمّ الدول المنتجة للغاز في آسيا.