الثورة – دينا الحمد:
بعد مرور عام كامل على اقتحام مبنى الكابيتول في أميركا، والذي حدث في السادس من كانون الثاني 2021، لاتزال الخلافات والانقسامات تعصف بالداخل الأميركي، سواء على الصعيد الحزبي، أو المجتمعي، وسط تزايد القلق لدى الأميركيين من إمكانية تكرار مشهد الاقتحام ذاك، الذي وجه ضربة قاصمة للديمقراطية الأميركية (المزيفة)، وتبين للعالم أجمع أنها مجرد كذبة تتذرع بها الولايات المتحدة لشن حروبها وغزواتها على شعوب الدول الأخرى، المناهضة لسياساتها الاستعمارية.
صور اقتحام أنصار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته آنذاك دونالد ترامب للمبنى، رفضاً لفوز جو بايدن بالرئاسة بسبب عمليات التزوير، وما خلفه هذا الاقتحام من قتلى وجرحى، واعتقال العشرات، ستبقى محفورة في أذهان العالم، حيث أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع خلال عملية استمرت أربع ساعات لإخراج المتظاهرين من الكابيتول، وقالت الشرطة وقتها إن امرأة، يعتقد أنها من أنصار ترامب جاءت من جنوب كاليفورنيا، قضت إثر إصابتها بالرصاص وإن ثلاثة أشخاص آخرين لقوا حتفهم في المنطقة في ظروف غير معروفة.
إذا فإن اقتحام الكابيتول قبل سنة من قبل مناصري ترامب قد أثار صدمة في الولايات المتحدة والعالم، ولاتزال تداعياته على الداخل الأميركي مستمرة حتى اليوم، إذ أكد الرئيس الأميركي جو بايدن -حسب فقرات تم بثها مسبقا من خطاب سيلقيه اليوم الخميس في ذكرى مرور سنة على الهجوم- أنه يرفض أن “يصبح العنف السياسي هو القاعدة” في الولايات المتحدة.
وقال بايدن وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، من أنه “علينا أن نقرر اليوم أي أمة سنكون، هل سنكون أمة تقبل أن يصبح العنف السياسي هو القاعدة؟ هل سنكون امة تسمح لمسؤولين رسميين محازبين أن يطيحوا بالرغبة التي عبر عنها الشعب بشكل قانوني؟ هل سنكون أمة لا تعيش في ضوء الحقيقة إنما في ظل الكذب؟”.
وعمد بايدن لفترة طويلة إلى تجنب ذكر ترامب بالاسم علنا، لكن هذه المرة قرر بايدن التطرق بشكل علني إلى “المسؤولية الخاصة” للرئيس ترامب في الفوضى” كما أعلنت الناطقة باسمه جين ساكي الأربعاء.
وقالت “ينظر بايدن إلى ما حدث في السادس من كانون الثاني على أنه تتويج لما ألحقته سنوات حكم ترامب الأربع ببلادنا” موضحة أن ” بايدن يدرك تماما التهديد الذي يطرحه الرئيس السابق على نظامنا الديمقراطي”.
من جهتها قالت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، إن الديمقراطية انتصرت في الهجوم المروع الذي وقع على مبنى الكونغرس الأمريكي في مطلع العام الماضي.
وفي مقابلة أجرتها مع وكالة “أسوشيتد برس” عشية الذكرى السنوية الأولى للهجوم على مبنى الكابيتول، رأت بيلوسي، أن “الوقت قد حان للبلاد للتوجه إلى رموزها الأفضل، والاستفادة من التاريخ، وضمان أن يوما مثل 6 كانون الماضي لن يحدث مرة أخرى”، وقالت: “لا تقدموا على ارتكاب أخطاء، فديمقراطيتنا كانت على شفا كارثة”.
كما انتقدت بيلوسي ترامب، قائلة: “لا يمكن لأحد أن يتخيل رئيسا أمريكيا يدعو إلى التمرد، لكن هناك الآن درسا مدنيا هائلا تم تعلمه فيما يتعلق بما يستطيع الرئيس القيام به”.
أما ترامب فقد دعا في الذكرى السنوية الأولى لاقتحام مبنى الكابيتول إلى “الانتفاضة” ضد إدارة بايدن بشأن تفويضات فرض اللقاح ضد كورونا.
وقال ترامب في البيان: “الآن، هناك حديث من قبل إدارة بايدن مرة أخرى حول إغلاق المدارس، وحتى فرض التطعيم على أطفال المدارس.. هذا أمر شائن، وعلى أمتنا أن تنهض وتعارض هذا التجاوز الفاضح للحكومة الفدرالية”.
وقال زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر قبل أيام قليلة على الذكرى السنوية إن “السادس من كانون الثاني 2021 سيبقى في الذاكرة إلى الأبد يوم عار دائم ونقطة سوداء دائمة في تاريخ الديمقراطية الأميركية”.
ويقصد شومر حشود المتظاهرين الذين جاؤوا حاملين أعلاما عليها اسم “ترامب”، ووقفوا قبل عام في نفس المكان حيث كان شومر يلقي كلمته في الكابيتول.
وفي الأشهر القليلة الماضية سعى مسؤولون منتخبون مقربون من ترامب للدفع برواية مختلفة عن تلك التي يرويها الديمقراطيون.
ويقولون إن السادس من كانون الثاني كان مجرد أعراض لكل الأخطاء التي حدثت، وبأن الموقوفين على خلفية الأحداث هم “سجناء سياسيون”.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وفي المنشورات الصحافية بل حتى في أروقة المؤسسات السياسية الأميركية، تثير الروايات المتعددة والمتضاربة لتلك الأحداث نقاشا حادا، وجراح السادس من كانون الثاني لاتزال مفتوحة.
وقال السناتور الديمقراطي كوري بوكر لوكالة فرانس برس “أعتقد أنه لايزال هناك الكثير من الأذى والألم”.