الثورة – سلوى إسماعيل الديب:
* ركود في الحركة المسرحية..
تحدث رئيس فرع نقابة الفنانين بحمص “أمين روميه” عن وضع المسرح قائلاً: تشهد الحالة المسرحية في حمص منذ عدة سنوات حالة ركود، مع وجود بعض النشاطات المتفرقة، لكن تنوع الحالة المسرحية مستدامة، مع وجود عروض دائمة، ولكنها عبارة عن عروض تتعلق بمناسبات، كمهرجان حمص المسرحي، حيث يرغب المسرحيون باستغلالها في أغلب الأحيان، لتقديم بعض العروض المسرحية، ولكن يبقى هناك فراغ في الواقع المسرحي لابد من ملئه. ويقف أمام الشباب المهتم بالمسرح بعض العقبات لابد من تسليط الضوء عليها ومعالجتها، ونحن كنقابة لسنا من يعالج، وإنما الحلول لها ارتباطات بجهات رسمية على مستوى أعلى في الواقع، ومن العقبات التي يواجهها المسرحيون عدم وجود معهد لتعليم وتأهيل الشباب في المسرح في مدينة حمص، مع وجود كلية للتربية الموسيقية، وضع الموسيقا أفضل من المسرح…
* المهرجان فرصة لظهور المواهب..
وأضاف روميه: حل المشكلة بعهدة وزارة الثقافة والجهات المعنية، وبرغم سوء الظروف نجد بعض الشباب لديهم الرغبة و التصميم على تقديم مسرحيات، وقد تقدم للنقابة للمشاركة في مهرجان حمص المسرحي تسعة عروض تمت الموافقة على ستة عروض منها وهذه النسبة كبيرة، بوجود شيء من التساهل ضمن الحدود المعقولة، لكي نعطي فرصة للشباب لملء الفراغ وتقديم تجاربهم المسرحية ضمن الحدود المتاحة، لعل المستقبل يبشر بأعمال أكثر قيمة وأهمية لهؤلاء الشباب الذين يمتلكون موهبة وإمكانيات جيدة، نقوم بتشجيعهم، بإعطائهم فرصاً من خلال إشراكهم بنشاطات فرع حمص لنقابة الفنانين والنشاط المسرحي من خلال مهرجان حمص المسرحي ويوم المسرح العالمي، لأن الرعيل الأول العامل في المسرح، الذي كان يملأ الوسط المسرحي في حمص نشاطاً وعملاً دائماً، تقاعد وتحول لأساتذة ومنظرين ونقاد، وهذا الأمر طبيعي، ولكن نحن بحاجة لجيل جديد لملء الفراغ..
* مخرجون يكتبون نصوصهم..
برغم الجمود والركود في المسرح إلا أنني متفائل بوجود شريحة من الشباب الطموحين، لتحقيق شيء في مجال المسرح، فمنهم من يكتب نصوصه.
وكان لدينا في المهرجان عروض لمخرجين، أخذوا بتأليف نصوص عروضهم، وقد قبلنا هذا العام عروض مونودراما، أيضا لتشجيع الشباب على هذا الفن المسرحي القليل الارتياد، كونه يحتاج إلى قدرات خاصة وكبيرة لدى الممثل، لذلك نرى القلة من الشباب تتوجه إليه وخصوصاً أن فنّ المسرح فنّ الحوار..
* المسرح الشبابي بحاجة دعم مادي..
نحن كنقابة نشجع النصوص الحوارية بعدة شخصيات وفن المونودراما، فلا يمكن للنقابة حل أزمة المسرح في حمص ولا في سورية، لا بد من تضافر عدة جهود. وتوجد جهات رسمية معنية في كل محافظة بهذا الأمر: مكاتب ثقافة وإعلام في عدة جهات في حمص، وأنا أطالب دائماً بتفعيل هذه المكاتب وتقديم شيء ما لتكون فاعلة، وتحتاج لشيء من التشجيع، والأمور المادية تبقى شيئاً مهماً بالنسبة للشباب، فهم يقدمون عروضهم المسرحية من جيوبهم الخاصة وعلى نفقتهم الخاصة، وهذا الأمر غير سهل ومكلف في هذه الظروف، فليس بمقدور شخص أو مجموعة شباب أن يتحمّلوا هذا العبء، لذلك يلجأ أغلبهم لاختصار الديكور، أو وضع الرموز على المسرح، لتوحي بالمقصود بشكل مباشر هرباً من التكلفة المادية، لذلك لابد من دعم مادي ومعنوي ووجود أساتذة تعلم الشباب، فهم يمثلون بجهود شخصية دون إشراف من أحد..
وأكد روميه قائلاً: لا يمكن حدوث تغيير نوعي في الحركة المسرحية في حمص دون تأسيس جيل من الشباب الواعي المثقف، الذي يمتلك مقدرة ورؤية بأدوات المسرح حتى يتم الخوض بهذه التجارب لتخرج من حالة الركود المسرحي.
* المسرح القومي في حمص حبر على ورق..
مؤخراً قامت وزارة الثقافة بإحداث دائرة للمسرح القومي في حمص، ولكن حتى الآن الهيكلية الإدارية الكاملة غير موجودة لهذه الدائرة، ومدير الثقافة “حسان لباد” هو رئيس الدائرة، لكنه بحاجة إلى كادر من الموظفين لكي يقلع؛ ويتم رصد موازنة له، بهدف تمويل العروض المسرحية، حيث تقدم عدد من المسرحيين في حمص بمقترحات للمسرح القومي، ليقدموا عروضا باسم المسرح القومي ومديرية المسارح و الموسيقا بحمص، و”لباد” يدعم الشباب المهتمين بالمسرح، وقد تقدم بعضهم بنصوص ورفض بعضها وتمت الموافقة على بعض النصوص، تتألف لجنة القراءة المشكَّلة من وزارة الثقافة من: حسن عكلا وفرحان بلبل و سلام اليمام وحسان لباد بهدف الأشراف على كل نصّ يقدم في مدينة حمص..