الثورة – دينا الحمد:
بعد أن ترتكب المجازر في سورية، وتنتهك حقوق السوريين، وتحتل أرضهم، تقوم الولايات المتحدة الأميركية واستخباراتها بتسريب بعض من وثائقها الخاصة عن تلك الجرائم لوسائل إعلامها المتلفزة وصحافتها الورقية والإلكترونية، فتنشرها تلك الوسائل لتضليل العالم بأنها “شفافة” وديمقراطية، تماماً كلعبة الإدارات الأميركية المتعاقبة التي تنتقد سياسات سابقاتها وتحملها مسؤولية سرقة النفط أو قتل المدنيين السوريين دون أن تفعل شيئاً يوقف تلك الجرائم على أرض الواقع.
ومع أن جرائم أميركا في سورية لا تحتاج إلى الكشف عنها، فقد وثقتها معظم وسائل الإعلام العالمية، بالصوت والصورة والفيديو والمعلومة، وبشهادات دولية وأممية، إلا أن تناولها من قبل صحف أميركا نفسها والكشف عن بعضها يؤكد للأميركيين أنفسهم قبل غيرهم مدى الإرهاب الذي مارسته وتمارسه إدارة بلادهم بحق السوريين والشعوب الأخرى.
وفي عودة إلى ما نشرته الصحافة الأميركية في هذا الإطار نجد أن صفحاتها متخمة بالوثائق التي تؤكد حدوث الجرائم الأميركية بحق السوريين وانتهاك حقوقهم، ومنها على سبيل المثال لا الحصر ما كتبته صحيفة “نيويورك تايمز” في نيسان من العام الماضي 2021 على صدر صفحاتها، وأقرت فيه بحبر صحفييها حصول جرائم أميركية في سورية يندى لها جبين الإنسانية خجلاً.
فقد كتبت “نيويورك تايمز” تقول بأن البنتاغون تستر على الأعداد الحقيقية للضحايا المدنيين في سورية، وكشفت بأن القيادة العسكرية في وزارة الدفاع الأمريكية تسترت على بيانات حول الأعداد الحقيقية للضحايا المدنيين بمن فيهم الأطفال الذين سقطوا خلال الحرب على سورية في السنوات الماضية.
وأشارت الصحيفة إلى أن وثائق “البنتاغون” التي تم الكشف عنها آنذاك بيّنت أن الحروب الأميركية في منطقتنا منذ عام 2014 اتسمت بمعلومات استخبارية معيبة للغاية، وأدت في كثير من الأحيان إلى مقتل آلاف المدنيين، موضحة أن هذه الوثائق تظهر أنه رغم تعهدات البنتاغون بما أسماه الشفافية والمحاسبة المزعومين فقد أفسح قادته مجالاً للتعتيم والإفلات من العقاب على تلك الجرائم.
ووثقت الصحيفة كيف قامت القوات الأميركية المحتلة للأراضي السورية بقتل المدنيين السوريين بدم بارد، وكشفت عن حالات محددة قتل فيها مدنيون على أيدي تلك القوات حيث ذكرت واقعة مقتل 120 قروياً سورياً في ضواحي قرية “طوخار” شمال مدينة منبج عام 2016 في ضربة زعم البنتاغون وقتها أنها استهدفت تجمعاً لإرهابيي “داعش”.
كما بيّنت الصحيفة أنه وفقاً للإحصاءات الرسمية الصادرة عن البنتاغون وفي هجمات قيل إنها تستهدف عناصر من تنظيم “داعش” المتطرف في سورية فقد قتل 1417 مدنياً منذ 2014، لندرك أخيراً أن جرائم أميركا في سورية سيتم فضحها مهما طال الزمن، ولن يبق سوى المطالبة بمحاسبة مرتكبيها أمام المحاكم الدولية، وفي مقدمتها المحكمة الجنائية الدولية النائمة اليوم والمغمضة عيونها عما يجري من انتهاكات وفظائع مروعة بحق السوريين.