بعد أن وصلت قضية المفاوضات مع المدرب الروماني تيتا فاليريو لتوقيع عقد تعيينه مدرباً لمنتخبنا الوطني لكرة القدم إلى فصولها الأخيرة إثر إعلان توقيع العقد بين الطرفين اليوم والوصول إلى اتفاق نهائي مع المدرب (الذي استثمر طفرة فوز منتخبنا تحت قيادته على تونس كما يجب) لناحية المطالبة بشرط جزائي ضخم تارة و الاعتراض على مدة التعاقد معه تارة أخرى، و بعد أن استدعى تقريب وجهات النظر مع هذا المدرب تدخل رئيس الاتحاد الرياضي العام و كذلك تراجع رئيس اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون اتحاد الكرة عن استقالته نتيجة إصرار تيتا على التدخل في شؤون لا تعنيه كما هو حال مطالبته باسم معين ليكون مديراَ للمنتخب،بعد كلّ هذه الفوضى و الأحداث و تدخل أهم القيادات الرياضية كرمى عيون تيتا (الذي لن نحكم على عمله بشكل مسبق) نتساءل لماذا تعامل تيتا معنا على أنه الطرف الأقوى في المفاوضات و لماذا تشكّل شعور لدى الأغلبية بأن المدرب الروماني استطاع فرض شروطه و استثمار الحالة التفاوضية معه على خير ما يرام.
في الحقيقة فإن كلّ ما يمكن قوله هو أن تيتا حاول كلّ يوم فرض مكتسبات جديدة لصالحه في العقد المزمع توقيعه(بانتظار الإعلان عن تفاصيله) ،و لكن يبقى السؤال متركزاَ على ماهية ما سيقدّمه تيتا لمنتخبنا و هل تعاملت القيادة الرياضية معه كما يجب أم أنها أعطته أكبر من حجمه ؟.
نُقدِّر كثيراَ حرص رئيس الاتحاد الرياضي على الوصول إلى اتفاق و إنهاء ملف مدرب المنتخب و نتفهم رغبته في إسعاد الشارع الرياضي و لكن حتى نكون واقعيين فإن تيتا ليس مدرباً أسطورياً و لا هو حتى من مدربي الصفوة في المنطقة أو في أي مكان حتى يستطيع فرض شروطه و العمل على إضافة نقاط جديدة لصالحه كلّ يوم في مرحلة التفاوض معه علماً أننا نتمنى له كلّ التوفيق مع المنتخب.
و باختصار: فإننا نتساءل إن كان نجاح تيتا مضموناً حتى يتم التعامل مع الرجل على أنه الحل السحري لكافة مشاكل كرتنا و منتخبنا الوطني على وجه التحديد.
ما بين السطور – يامن الجاجة