لا يزال الحرص كبيراً على الاحتفال بالأيام العالمية والمحلية لعدد من الظواهر الاجتماعية والإنسانية والصحية وغيرها.. بوصفها وسيلة للدعوة والتثقيف والتوعية الفاعلة.. كمناهضة العنف ضد المرأة وعمالة الأطفال والتسول وقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة والعدالة الاجتماعية وغيرها… ويخصص لكلّ منها شعار أو موضوع معين في كلّ عام، وتهدف هذه المناسبات- فضلاً عن استخدامها في إذكاء الوعي العام- لتقديم المشورة بشأن الإجراءات اللازمة لمعالجة المشكلات الخطيرة التي يدور حولها عديد من هذه التواريخ والأحداث..
بالرغم من أن الإعلان الدائم من قبل المنظمات الدولية والدول عن حقوق الإنسان وحماية وصون هذه الحقوق في جميع مجالات الحياة الخاصة والعامة، إلا أن الإنسان موضع هذه الحقوق ومحورها يكاد يفقدها جميعاً في كثير من مناحي الحياة التي تعتبر ميداناً للعنف والقتل والظلم والاضطهاد وسلب الحقوق واستلاب الكرامة، وحقلاً لفنون وصنوف التعذيب وألوان القتل المتعددة.
قبل أيام جاء إطلاق حملة “لا تسكتي” بعد تسجيل حالة وفاة لفتاة جرّاء تعرضها للعنف، والتي تحوّلت لقضية رأي العام، ومطالبة المجتمع بعقاب المعنفين.. بهدف توعية المعنفات بحقوقهن التي يضمنها القانون والخدمات المتاحة لهن وتوعية المجتمع بضرورة مناهضة العنف ضد المرأة والإبلاغ عن أي حالة من هذا النوع.
مع كلّ حالة يظهر معها حملات و”هاشتاغات” وتكون لفترة قصيرة فقط وتنسى بعدها، ويعود العنف والقتل والعمالة والمحاكم.. ما يعني أن هذه الحملات يجب أن تستهدف أفراد المجتمع بشكّل مستمر وبمختلف المناطق، وتحديد الفئة المستهدفة بشكّل صحيح وفق أسس معينة- كالمناطق الأكثر انتشاراً لهذه الأمور والتي تعاني من تدني نسبة التعليم فيها والتي توجد فيها عادات وتقاليد من غير المألوف.
كي لا نتكلم جزافاً ونقول جهود من دون تنفيذ، ونظريات وحملات لا تمت للواقع الذي يعيشه من هم بحاجة لها.. يمكننا القول: من الضروري تبني الجهات المعنية لاستراتيجيات وبرامج مستمرة تعمل على نشر الوعي والثقافة وترصد انعكاس ذلك على الواقع الاجتماعي والمعيشي.. فالتعاون بين الأشخاص والجهات المعنية هو أول حلقات القضاء على هكذا ظواهر لتعطي نتائج طيبة وصحية على المجتمع بشكل عام.
أروقة محلية – عادل عبد الله