الثورة – خلود حكمت شحادة:
قد يتصرف الطفل بغرابة ويكون سريع الانفعال وهناك العديد من الأسباب التي تعزز من مظاهر انعدام التوازن النفسي والعاطفي لدى الطفل حيث تختلف طريقة تعبير الأطفال عن مشاعر التمرد حسب المرحلة العمرية. عادة ما يتكيفون بشكل طبيعي مع عاداتنا ومطالبنا في مرحلة الطفولة، ولكن تتغير هذه الأمور عندما يكبرون قليلاً.
التعامل مع مشاعرالطفل أثناء سنوات نموه ليس سهلاً حيث تفاجأ الأم بنوع من التحدي يتعامل به الطفل كمحاولة منه لممارسة سيطرته على موقف ما لا يتفق ورغبات الأم وهذا ما يسمى العصيان أو عدم الطاعة، وهو سلوك شائع في مرحلة نمو الأطفال ومع بداية سنوات المراهقة.
من هنا كان على الآباء تفهم وتحليل هذا السلوك الغاضب العدائي والبحث عن أسبابه، وكيفية التعامل معه، خبيرة التربية الخاصة هداية الحسن قدمت لنا شرحاً مفصلاً عن
أسباب عصيان الطفل موضحة أن أول الأسباب هو عدم السماح للطفل بفعل أي شيء، وقول “لا” في معظم الأوقات ما يثبط عزيمة الطفل وقد يجعله متمرداً، كما أن الخلافات معهم والرفض المستمر لما يريدون يؤدي إلى إبعادهم عن محيطهم نفسياً ما يخلق منهم أشخاصاً غير مطيعين.
مثلاً يضع الآباء حدوداً لأطفالهم لأشياء وتصرفات كثيرة دون شرح وتوضيح للغرض من ورائها، لذلك يتوجب على الآباء ذكر الأسباب التي وُضعت لأجلها حدود للطفل بدلاً من التعامل معهم بعنف وتفهم السبب الرئيسي لذلك الرفض ليستطيعوا تأديب الطفل بشكل صحيح.
وفي الموضوع ذاته ركزت الحسن على عدم تصنيف الطفل بأي صفة سلبية تسيء لنموه النفسي كأن يوصف الطفل بكلمة كاذب.. لا يقول الصدق، مهمل.. لا يرتب أدواته، كسول غير نشيط.. لأننا فيما بعد نجد الطفل يحسبها في خطواته وربما يأخذ الطفل الأمر على أنه صفته ويبدأ في التصرف وفقاً لذلك دون إحراج ونعزز بذلك صفات العناد والعصيان لينفذ ما يراه مناسباً من تصرفات وفق تلك الصفات.
وعن البيئة الأسرية ودورها الأساسي في التربية تحدثت الحسن عما تتركه
الخلافات المستمرة داخلها من أثر سيئ على سنوات نمو الطفل الأولى
ما يثبّت بداخله السلبيات وأسلوب الرفض والعصيان تجاههم، لهذا يجب معالجة العصيان في مرحلة مبكرة، خوفاً من أن يتسبب السلوك غير المطيع الذي لم يتم إدراك أسبابه في تطوير الطفل بشكل سلبي لأن استمرار عصيان الطفل يتحول إلى صفات سلبية وغالباً ما يصل به إلى نوع من الإحساس بالغرور وقد يعطيك الطفل تعبيراً رافضاً متحدياً لموقف معين عند إغفال الآباء لهذا السلوك العاصي مرة أو مرتين حينها لن يحترم الطفل تحذيرات الأهل مرة ثانية.
وأيضاً إذا بالغ الأهل في الضغط على طفلهم أدى ذلك إلى مزيد من نوبات الغضب والعناد حيث أن الإفراط في العقوبة يؤدي غالباً إلى العصيان ويصل إلى العناد، والمعروف أن الضغط الشديد على الأطفال يجعلهم عدوانيين وغير مطيعين وربما أصبحوا مع الزمن قاسيين مع الغير يلجؤون إلى أساليب العنف ليحصلوا على مايريدون.
لذلك لا ينبغي أن يؤدي سوء سلوك الطفل إلى الدخول في حرب معه، علينا معرفة ما يجب فعله وما لا يجب فعله في الإجراءات التأديبية.
لذلك يجب أن نكون مرنين مع هذه الإجراءات، ولا حرج في أن نكون صارمين كما يمكن أن نصادق أطفالنا ولكن نضع حدوداً عندما يتعلق الأمر بالانضباط.
ونصيحة موجهة للأهل إن كنت لا تريدهم أن يفعلوا أي شيء، فأخبرهم بالسبب. ولا تسمح بالسلوك السيئ أو نوبات الغضب تحدث أمامك، لأي سبب أو لأنك لا تريد مضايقته، فإذا كنت لا تتحكم دائماً في مواقفك اعتبروها نقطة ضعفك، ما يدفعهم لتكرار تصرفاتهم وبالتالي نكون قد فشلنا بتربيتهم وأصبح العصيان والعناد من صفاتهم التي سترافقهم على مدى حياتهم يحصدون نتائجها السيئة مع دخولهم في الحياة العملية يوماً بعد يوم.