الثورة – جاك وهبه:
“بسم الله على الغايات حتى نصل، وبسم الله على الأحلام حتى نحققها، ما نحن إلا مشاريع صغيرة رسمت وصممت ونُفذت برعاية الله وتوفيقه، وبعزيمة أُمنا على الأرض وروح والدنا في السماء، ويوماً بعد يوم تتحقق الأحلام شيئاً فشيئاً وتغدو واقعاً، حلم آخر تم تحقيقه اليوم، نحن هنا أحياء وباقون، وللحلم بقية” هذا ما قاله الإخوة قطر الندى ويوسف ونور الهدى الحمود بعد فوز مشروعهم (مستحلب جنين القمح) بالمرتبة الأولى للفئات الجامعية _ المشاريع الزراعية على مستوى مسابقة تميز للموسم السابع التي أقيم حفلها الختامي مساء يوم الخميس الماضي في مكتبة الأسد بدمشق.
نور الهدى وفي حديث خاص لـ”الثورة” كشفت أن فكرة المشروع ليست وليدة اللحظة وناتجة عن تجربة شخصية عمرها 20 عاماً، حيث ولدت هي وإخوتها بشكل مبكر ومن المعروف أن هذا النوع من الولادات ينتج عنه ضعف بالنمو أو مشاكل صحية أخرى، ومن هنا جاءت محاولة والديهم لتأمين الغذاء الصحي والمناسب لهم، وكان القمح المبرعم، ليقوم الإخوة الثلاثة فيما بعد بتطوير مجال العمل وتحويل القمح المبرعم إلى مستحلب.
بدورها قطر الندى بينت أن المشروع يقوم على برعمة حبات القمح وعصرها لاستخراج مستحلب جنين القمح، والاستفادة من بقايا العصر الناتجة كعلف للحيوانات بعد كبسها، أو تصنيعها على شكل حلويات بعد مزجها مع كميات معينة من الطحين والسكر، إضافة إلى إمكانية تجفيف المستحلب الناتج وتحويله إلى كبسولات غذائية مشابهة لكبسولات زيت السمك والمدعمات الأخرى.
وبالنسبة لكمية المستحلب الناتجة بالمقارنة مع كمية القمح أوضح يوسف الحمود أن كل كيلو من القمح المبرعم ينتج عنه ما يقارب ثلاثة أرباع اللتر من المستحلب المكثف الذي يمكن تمديده بالماء أو مغذيات صحية بديلة عنه لتدعيمه بشكل أكبر، منوهاً أن برعمة القمح تحتاج لتوافر ظروف معينة كالوسط الرطب والتعرض غير المباشر لضوء الشمس، ومن المفضل ألا يتجاوز طول البرعم 3 سم أي قبل وصله لمرحلة الاخضرار.
وأشار الحمود أن المنتج تم تحليله مخبرياً وبينت النتائج احتواءه على نسب كبيرة جداً من الحديد والبروتين الضروريين لنمو الأطفال وحماية كبار السن من المشاكل المرافقة للشيخوخة، ولا يوجد له أي تأثير سلبي على الاستهلاك البشري باستثناء الأشخاص الذين لديهم حساسية من تناول مشتقات ومنتجات بذور القمح.
وتهدف مسابقة تميز إلى الربط المباشر بسوق العمل عن طريق التسويق لأفكار أو مشاريع، وتوفير فرص عمل عبر طرح مشاريع مأجورة وحقيقية من سوق العمل، تشجيع البحث والنشر العلمي عالمياً، تشجيع زيادة المحتوى العربي في التكنولوجيا الحديثة، وتشجيع غير الاختصاصيين ممن لديهم الرغبة والمهارة في إنجاز مشاريع مفيدة للمجتمع في إطار الفئة المفتوحة للمسابقة، والتأكيد على أهمية الإبداع والاختراع والبحث العلمي، وتوظيف ذلك في المشاريع الهندسية في كافة المجالات، والقيام بالمراجعة العلمية لأي فكرة عالمياً، واستخدام قواعد البيانات الحديثة قبل البدء بالمشروع.