الثورة:
تواصلت حركة نزوح أهالي الأحياء الجنوبية لمدينة الحسكة باتجاه وسط المدينة لليوم الثالث على التوالي في الوقت الذي يستقبلهم فيه عناصر الجيش العربي السوري والهلال الأحمر لتأمينهم في مراكز إقامة مؤقتة مع استمرار الفوضى في محيط سجن الثانوية الصناعية بحي غويران الذي شهد تفجيرات وهروباً لإرهابيي “داعش”.
مشاهد إنسانية مؤلمة يتم رصدها للأهالي الهاربين من إرهاب “داعش” من جهة وقصف وإرهاب المحتل الأمريكي وميليشيا “قسد” المرتبطة به من جهة ثانية.
تجر اليافعة غالية أمها المقعدة على كرسي متحرك خارجة من حي غويران والإنهاك باد على وجهيهما ليسارع عناصر الجيش العربي السوري الموجودون في نقطة “بين الجسرين” الأقرب إلى الحي لمساعدتهما ونقلهما إلى سيارات الإسعاف التابعة لفرع الهلال الأحمر العربي السوري وتقديم الرعاية لهما.
وتوضح غالية أن الأهالي في المنطقة القريبة من منطقة الكراج وفرن الباسل والمقبرة بحي غويران شرقي محاصرون في منازلهم وغير قادرين على الخروج نتيجة احتدام الاشتباكات والفوضى في المنطقة ووجود حالات قنص لكل شيء يتحرك هناك مبينة أنها غامرت بالخروج مع أمها المقعدة لكونها تعاني من مرض السكري ولم تبق لديها كميات كافية من الدواء للعلاج ومشيرة إلى أنه أثناء خروجها من المنطقة رأت العديد من الجثث مجهولة الهوية مرمية على الطرقات.
الطفل علاء الذي يدخل ويخرج من وسط المدينة إلى حي غويران ليؤمن بعض الاحتياجات لأهله أوضح أن أمه مريضة وغير قادرة على الحركة وبالتالي لا يستطيع واخوته اللجوء إلى المناطق الآمنة داعياً المنظمات الدولية ولا سيما اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى الدخول للحي وإجلاء الحالات الإنسانية.
عدد من الأهالي الخارجين طالبوا بضرورة تأمين مادة الخبز والمياه والمواد الغذائية والرعاية الطبية للأهالي ضمن المناطق التي لا تشهد الاشتباكات في الحي والذين لم يتمكنوا من الخروج حتى اللحظة.
فيما تزداد معاناة أهالي حي الزهور نتيجة منع ميليشيا “قسد” خروجهم باتجاه المناطق الآمنة ولا سيما الأطفال والنساء والحالات الإنسانية وكبار السن في ظل تأزم الوضع الإنساني للحي وبدء شح المواد الغذائية والمياه منه.
وفي إطار الجهود التي تبذلها مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل بالتعاون مع فرع الهلال الأحمر العربي السوري والجمعيات الخيرية لتأمين الأهالي النازحين وتوفير المستلزمات الضرورية لهم بين مدير الشؤون الاجتماعية إبراهيم خلف في تصريح لمراسل سانا أن عدد الأسر المهجرة من حي غويران الشرقي لغاية مساء أمس بلغ 2600 أسرة وصلت إلى مركز المدينة عبر الممرات الآمنة التي افتتحها الجيش العربي السوري.
ولفت خلف إلى أنه تم تأمين الأسر المهجرة عبر افتتاح ثلاثة مراكز إيواء مؤقتة إضافة إلى المجتمع المحلي المضيف مبيناً أنه يتم تأمين 3 وجبات غذائية للأسر الموجودة في مراكز الإيواء إضافة إلى توزيع البطانيات والفرشات والشوادر ومياه الشرب والرعاية الطبية وموضحاً أنه تم توفير 3 عيادات متنقلة وافتتاح مستوصفين خيريين بالحسكة مع فرق طبية لاستقبال النازحين و4 سيارات إسعاف كما تم تأمين 10 سيارات نقل جماعي لنقل الأهالي من مكان وصولهم إلى منازل أقاربهم وذويهم في أحياء المدينة وإلى مراكز الإيواء المستحدثة.
ودمر طيران الاحتلال الامريكي أمس الأول مبنى المعهد التقني بالكامل في مدينة الحسكة بذريعة تحصن فارين من سجن الثانوية الصناعية فيه في الوقت الذي فرضت فيه ميليشيا “قسد” التابعة له حظرا كلياً على مدينة الحسكة ومنعت الدخول والخروج منها وإليها.