الثورة- هراير جوانيان:
تنطلق اليوم السبت، منافسات الدور ربع النهائي من كأس إفريقيا الـ 33 لكرة القدم المقامة في الكاميرون، بحضور عربي مهم بما أن ثلاثة منتخبات نجحت في الوصول إلى هذا الدور المتقدم من البطولة وهي تونس والمغرب ومصر، على أمل مشاهدة نهائي عربي خالص للمرة الأولى منذ دورة 2004 في تونس، عندما تغلب نسور قرطاج على أسود الأطلس.
ولئن بلغ منتخبان عربيان ثمن النهائي في نسخة 2019، فإن وجود ثلاثة منتخبات هذه المرة يزيد من فرص التتويج، وتنطلق المنتخبات العربية بفرص متفاوتة في الوصول إلى نصف النهائي، خاصة مع لقاء القمة بين مصر والمغرب يوم غد الأحد، في وقت يبدو المنتخب التونسي في موقف أفضل من أجل الوصول إلى الدور القادم، ومواجهة مصر والمغرب أشبه بنهائي قبل الأوان وسيحاول المتأهل منهما التقدم في المسابقة والوصول إلى النهائي.
المغرب بفضل قوة الدفاع
اهتزت شباك المنتخب المغربي في ثلاث مناسبات خلال البطولة، حيث قبل هدفين ضد الغابون في اللقاء الثالث بعد ضمان التأهل، وهو لقاء خاضه المغرب دون تركيبته الأساسية والهدف الأول كان بعدم فقدان أحد المدافعين توازنه، كما قبل هدفا ثالثا ضد مالاوي في ثمن النهائي إثر خطأ فردي من الحارس ياسين بونو.ورغم أن المغرب قبل أهدافاً أكثر من المنتخبين المصري (هدف) والتونسي (هدفان)، إلا أنه يملك منظومة دفاعية قوية تأكدت خلال تصفيات كأس العالم وعندما يكون مكتمل الصفوف يكون من الصعب التسجيل في مرماه حيث يبدو دفاعه الأقوى في البطولة ولهذا فإن المغرب قادر على الوصول إلى أدوار متقدمة بفضل الدفاع الصلب.ولم يعرف المنتخب المغربي الهزيمة إلى حدّ الآن في البطولة، في وقت خسر المنتخب التونسي مرّتين، كما أن استعادة يوسف النصيري لقدراته البدنية تجعل المغرب مرشحا للحصول على اللقب الثاني في رصيده.
مصر بفضل الروح المعنوية
لم تكن بداية مصر في البطولة موفقة بعد خسارة ضد نيجيريا، والانتصار دون إقناع ضد غينيا بيساو وصعوبات ضد السودان، ليتأهل ثانياً في مجموعته وسط انتقادات كبيرة رافقت مردود مختلف اللاعبين بعد الفشل في تقديم مستوى يتماشى مع سجله في البطولة وقيمة الأسماء في صفوفه.وعرف مستوى مصر تحولاً كبيراً في ثمن النهائي بعد نجاحه في تحقيق فوز مستحق على حساب ساحل العاج، ما جعله يحقق مفاجأة كبرى قياساً بمردود كل منتخب في الدور الأول، فقد ظهر المنتخب العربي في ثوب البطل بعد مصاعب الدور الأول ومشاكل مباريات التصفيات.وبفضل الروح المعنوية العالية، فإن مصر استعادت فرص الحصول على اللقب، خاصة وأن تاريخه يؤكد أنه يرفع مستواه مع تقدم البطولة ويقدم عروضاً قوية تساعده على النجاح في المهمة في ظل وجود نجوم مميزين في كل الخطوط.
تونس بفضل القوة التكتيكية
تبدو مهمة منتخب تونس أسهل من المغرب ومصر، خاصة وأن المتأهل منهما قد يلعب ضد الكاميرون في نصف النهائي، وقد تدارك نسور قرطاج أزمات الدور الأول بعد تحقيق الانتصار المثير على نيجيريا في ثمن النهائي الذي ساعدهم على استعادة الاعتبار.ويدخل منتخب تونس الدور ربع النهائي بثقة كبيرة في النفس، خاصة وأنّه أظهر قوة تكتيكية في الدور السابق بعدما نجح في السيطرة على منافسه النيجيري بشكل كامل وكان الطرف الأفضل في اللقاء، وهذه القوة التكتيكية قد تساعده في حال التأهل على الصمود ضد السنغال التي تبدو مرشحة للوصول إلى نصف النهائي إثر مواجهة غينيا الاستوائية.والمنتخب التونسي هو أحد منتخبين وصلا إلى الدور ربع النهائي في النسخة السابقة برفقة السنغال، وقد تخلص من الضغط القوي الذي كان يعاني منه وفرصه في الوصول إلى النهائي قائمة بشكل كبير إن واصل تقديم عروض مثل التي قدمها ضد نيجيريا.