الملحق الثقافي: ديب علي حسن:
من حسن حظنا أننا من جيل عاش وهج القراءة وتألقها وكان الكتاب غاية له، أينما وجد يسعى إليه وفي الأغلب استعارة إذ كانت جارحة الفقر تحيط بنا من كل حدب وصوب.
وربما علينا أن ننتظر عاماً كاملاً حتى نستطيع شراء كتاب في أكثر الأحيان، بمرحلة المراهقة كانت الغاية روايات أخذت شهرتها التي اجتاحت كل الحدود..من هذه الروايات بائعة الخبز التي أظن أنها حتى نهاية ثمانينات القرن الماضي دخلت كل بيت شراء أو استعارة.
قفزت إلى الذهن هذه الرواية مع صبية كانوا يتحلقون حول مخبز ما ..لهم فيه عمل أو لعب لا أدري…راني أحدهم أحمل كتاباً طلبه صديق لي هناك…اقترب الصبي بود وعلى خجل سألني:عمو عندك قصص للأطفال؟
أجبته:نعم عندي …هل تريد قصصاً ؟ نعم، لكن ليس معي (مصاري) طيب …ماذا تريد أن تقرأ؟
قصص جميلة..ليكن لك ذلك لم تقصر الهيئة العامة السورية بإمدادي بقصص الأطفال لأحفادي سيكون لكم منها نصيب ..
يقترب فتى أكبر قليلاً …وأنا أريد كتاباً عن نزار قباني …أسأله: هل تحبه نعم ويضيف: كل أناشيدنا في الكتب (بشعة) لا تحفظ
أبحث في مكتبتي عن مجموعات نزار قباني، أجد كتاباً يقدم مختارات من أشعاره أحمله إليه وإلى أقرانه قصصاً أخرى من إصدارات الهيئة العامة للكتاب.
تنتابني غصة وقهر على جيل تركناه يعيش القحط والحرمان…حرمان اكتشاف لذة المعرفة والقراءة.
جيل هو ثروتنا لكننا نغني له من بعيد، ونتركه يقترب من مستنقع الضياع.
لنذهب إليهم أينما كانوا..وهنا يسجل لاتحاد الكتاب العرب في سورية أنه سعى إلى هؤلاء بالذهاب إلى القرى والبلدات النائية وافتتح المكتبات ..
وقد فعلت الهيئة العامة للكتاب خيراً عندما عملت على استقبال الأطفال وتوزيع المنشورات عليهم أثناء معارض الكتاب.
اليوم، نحن بأمس الحاجة إلى جهات مجتمعية تدعم هذه المبادرات وتقويها وعلى دور النشر التي تعنى بالطفل أن تعزز ذلك.
أطفالنا، أمانة اليوم للغد ورواية بائعة الخبز لن تقع أحداثها ثانية هنا.
d.hasan09@gmaiL.com
التاريخ: الثلاثاء1-2-2022
رقم العدد :1081