وكالات- الثورة- حرر التقرير الإخباري منهل إبراهيم:
يعيش حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم أزمة كبيرة على وقع استقالات كثيرة بسبب غموض الوضع السياسي العام في البلاد، وفي ظل الأزمات التي تحاصر رئيسه رجب أردوغان، وسيطرة الموالين لنظامه، وغياب الديمقراطية داخله، وذلك في الوقت الذي يستعد فيه الحزب للانتخابات العامة المقررة في العام القادم.
وتقول تقارير إعلامية تركية إن الحزب تحول إلى حلبة صراع بين دوائر مختلفة، وإن معارضة رئيس الحزب آخذة في التوسع مقابل هيمنة الموالين لأردوغان الذين باتوا يسيطرون على كل شيء ويعدون التقارير التي تستهدف المعارضين، وهو ما قاد إلى استقالات كثيرة في صفوف الغاضبين، وفي بعض الأحيان تتم الاستقالات بشكل جماعي كما حصل في مدينة كارامان ومن قبل في ولاية آيدن.
صحيفة زمان التركية ذكرت أن 45 عضواً في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا الذي يتزعمه رئيس النظام التركي قدموا استقالتهم أمس بشكل جماعي.
الصحيفة أكدت أن الأعضاء المستقيلين ينتمون جميعاً إلى شعبة الحزب الحاكم بمدينة كارامان لافتة إلى أنه من بين المستقيلين رئيس الحزب في المدينة.
وكان 872 عضواً من حزب العدالة والتنمية أعلنوا استقالتهم في كانون الثاني الماضي بسبب “رفضهم طريقة إدارة حزب العدالة والتنمية عدا عن تعرضهم لمضايقات”.
وتشير استطلاعات الرأي حول الانتخابات المقبلة في تركيا إلى استمرار تراجع التحالف الذي يضم حزب العدالة والتنمية الحاكم أمام تحالف المعارضة التركية.
جدير بالذكر أنه في الشهر الماضي استقال رئيس شعب البلدة المركزية فيض الله تونش، ونائب رئيس شعبة الحزب بالمدينة، خليل إبراهيم كوجا، وخمسة من أعضاء الإدارة.
ولاحقا تم تعيين مراد أوزترك، رئيسا لشعبة الحزب بالبلدة المركزية خلفا لفيض الله تونش. إلا أن أوزترك سارع هو أيضا للاستقالة.
وقبل نحو أسبوعين، تم الإعلان عن استقالة 872 عضوا من حزب “العدالة والتنمية” في ولاية آيدن بشكل جماعي، بمن فيهم رئيسة فرع النساء في الولاية إميل أوز أكمازلار، على خلفية رفضهم طريقة إدارة الحزب وتعرضهم للمضايقات.
وقالت مصادر مطلعة لصحيفة زمان إن “هناك اضطرابات خطيرة داخل الحزب في مدينة آيدن بأكملها”، مشيرة إلى أن “الاستقالات ستزداد في الأيام المقبلة”.
وكشفت الصحيفة أن هناك تقارير تفيد بأن حوالي 40 نائبًا من حزب العدالة والتنمية يجرون محادثات خلف أبواب مغلقة مع حزب المستقبل الذي يقوده رئيس وزراء النظام السابق لحزب العدالة والتنمية أحمد داود أوغلو والذي يسعى لاستقطاب جمهور الحزب ومن بقي من قيادات غير موالية لأردوغان.
ويقوم داود أوغلو في الفترة الأخيرة مع معارضي أردوغان بتحركات مختلفة من أجل تشكيل تحالف سياسي يكون قادرا على هَزْم أردوغان في الانتخابات القادمة.
وفي الشهر الماضي حمّل رئيس حزب المستقبل الرئيس التركي مسؤولية أزمة العملة من خلال اعتماد “سياسة العناد التي يطبقها الجهلة في شؤون الاقتصاد”، معتبرا أن حكومته “تحاول التستر على الكارثة الاقتصادية “.