الملحق الثقافي: ديب علي حسن:
ليس عنواناً سوريالياً ..بل هو من أسماء الكتب وألوانها وأنواعها إذ يمكننا الحديث عن عشرات الأنواع بل ربما المئات من الكتب من حيث الشكل الإخراج والورق وغير ذلك.
ومع التقدم التقني، ظهر كتاب المحمول الذي انتشر في اليابان والدول التي لا يفارق الكتاب يد أبنائها..من كتاب الجيب إلى المحمول.
أما كتاب الظهر الذي يدل على معنى أبعد غورا من كل الألوان والأنواع الأخرى.مصطلح يعود إلى مكتبات بلاد الرافدين وكتابها ومفكريها، إذ يورد محمد خضير في كتابه المهم (السرد والكتاب) قولاً منسوباً إلى مفكر عاش في تلك المرحلة مفاده أنك لن تكتب نصاً نقياً كما ترغب إلا إذا حفرته على ظهرك..عندئذ لن يتغير الكتاب الذي تؤلفه أبداً).
سيبقى كتابك بعدك دهراً لأنه مكتوب بالعقل والقلب وليس مجرد حبر وثرثرة عابرة.
كتاب الظهر العبارة المجازية التي تدل على عمق الكتب وما تتركه من أثر، وهذا يذكرنا بما يروى من أن سيف الدولة الحمداني كان يصطحب معه في غزواته ورحلاته حمولة جمال من الكتب لكنه استعاض عن حمولة الجمال بكتاب الأغاني عندما أهداه إياه مؤلفه ابو فرج الأصفهاني وكان قد وضعه و ألفه بظل إمارة سيف الدولة.
وفي المرويات أن الصاحب بن عباد كان يصطحب معه حمولة ثلاثين جملا كتبا ..
وعندما استدعاه ملك خراسان ليستوزره اعتذر ابن عباد إذ كان نقل كتبه معه إلى ذلك الصقع البعيد كما يقول خضير يكلفه حمولة أربعمئة بعير ولم يكن يقوى على فراق مكتبته وقبل الملك اعتذاره وأعفي من المنصب الكبير.
اليوم ونحن نملك المكتبات الضخمة جداً، وعلى بعد بضع مئات من الأمتار منا..وفي كل مؤسسة مكتبة جيدة على الأقل..نسأل:متى يعود الكتاب من غربته بل متى نعود إليه…هل أخذته الجمال الحديدية منا وغدونا في صحراء الفكر…؟
التاريخ: الثلاثاء8-2-2022
رقم العدد :1082
d.hasan09@gmaiL.com