الثورة – عبد الحميد غانم:
بدون مقدمات وبشكل غير مستغرب يعلن رئيس النظام التركي أردوغان عن زيارة يقوم بها رئيس الكيان الصهيوني إلى تركيا، وأن هذه الزيارة ستفتح على حد زعمه “فصلاً جديداً في تطبيع علاقات تركيا مع إسرائيل”، وأكثر من ذلك أنه على استعداد لرفع مستوى التطبيع مع الكيان الغاصب في كل المجالات.
يترافق هذا مع ما يعيشه أردوغان من أزمات عديدة نتيجة سياساته البهلوانية.. أزمة حزبية كبيرة على وقع استقالات كثيرة من أعضاء حزبه العدالة والتنمية الحاكم بسبب غموض الوضع السياسي العام في البلاد، وغياب الديمقراطية وذلك في الوقت الذي يستعد فيه حزبه للانتخابات العامة المقررة في العام القادم.
وتشير استطلاعات الرأي حول الانتخابات المقبلة في تركيا إلى استمرار تراجع التحالف الذي يضم حزب العدالة والتنمية الحاكم أمام تحالف المعارضة التركية.. وذكرت صحيفة زمان التركية أن 45 عضواً في حزب العدالة والتنمية قدموا استقالتهم بشكل جماعي.
وكان 872 عضواً من حزب العدالة والتنمية أعلنوا استقالتهم في كانون الثاني الماضي بسبب “رفضهم طريقة إدارة حزب العدالة والتنمية عدا عن تعرضهم لمضايقات”.
إضافة إلى ذلك تتفاقم الأزمات في تركيا جراء سياسات أردوغان المتعثرة في البلاد والمتهورة في المنطقة والعالم، وأبرز الأخطاء الكبيرة التي ارتكبتها حكومة أردوغان هي سياساتها الاقتصادية المتعثرة المثيرة للجدل والتي تسببت في دخول تركيا في ضائقة مالية كبيرة فضلاً عن تغيير أردوغان للنظام السياسي من برلماني إلى رئاسي ووضع كل الصلاحيات وعملية اتخاذ القرار بيده مهمشاً دور باقي المؤسسات.
إلى جانب ذلك ارتكب أردوغان سياسات متهورة تمثلت في دعم الإرهابيين في المنطقة والعالم وكذلك الاعتداء على سيادة كل من سورية والعراق وتوريط بلاده وشعبه في عداء مع شعوب المنطقة وجيران تركيا.
أمام كل هذه الأزمات التي تعيشها تركيا يحاول أردوغان الارتماء في أحضان الكيان الإسرائيلي لإنقاذ نفسه وإنقاذ الاقتصاد التركي والتخفيف من حدة أزماته الحزبية والسياسية.
لقد داس أردوغان على كل عهوده ووعوده للتيار المناصر له، وقد أصابه بخيبة أمل نتيجة إعلانه عن زيارة رئيس الكيان الإسرائيلي، بعد أن صور نفسه قبل سنوات على أنه حامي القضية الفلسطينية وضد التطبيع مع الكيان الإسرائيلي.
فهل إعادة التطبيع مع الكيان الصهيوني تنقذ أردوغان من أزماته وترفع من شعبيته في أوساط الناخبين الأتراك في الانتخابات القادمة أم أنه اختار الوقت الصعب والخطأ، حيث يعاني الكيان الإسرائيلي أيضاً من هزائم ونكسات وأزمات داخلية وهو لا يستطيع مساعدة أي نظام على وشك السقوط، وهل تسعف هذه المحاولات أردوغان من أجل تحقيق أطماعه ومخططه للبقاء في السلطة؟!.
لقد أكدت الأحداث أن أردوغان يقدم مصلحته الشخصية وأطماعه من أجل البقاء في السلطة على أي تعهدات ووعود سبق وأعلنها لحلفائه أو ناخبيه، كما أثبتت أيضاً أنه رجل انتخابات وليس رجل دولة، ولا يهتم بمصالح بلده، وأنه يضع نفسه دائماً في خدمة المخططات الأميركية في المنطقة من أجل البقاء في السلطة ودون الاهتمام بمصالح الشعب التركي.