أعطال الشبكة الكهربائية ومشاركة المدينة الصناعية للمخصصات في حلب .. تحرم المواطنين من حصتهم

 
الثورة – تحقيق جهاد اصطيف – حسن العجيلي :
 
” تعا ولا تجي ” هذا هو حال الكهرباء في العديد من أحياء حلب والذي يتشابه مع أحياء كثيرة في باقي المحافظات نتيجة الأعطال المستمرة التي تحدث سواء للمراكز التحويلية أو كابلات التوزيع في الشوارع مما يحرم المواطنين من الكهرباء لأيام وقد تصل لأسبوع أو أكثر ما أوصل بعض المواطنين إلى معرفة تفاصيل الأعطال وأسماء مراكز التحويل والمخارج التي تغذيها.  

*أعطال يومية..
يقول أحد المواطنين من حي صلاح الدين: حقيقة أصبحت المحولات في الحي مشهورة لما يطالها من أعطال متكررة ، مضيفاً أن معظم الأوقات نتيجة كثرة الأعطال على هذه المحولات تحرمنا التيار الكهربائي الذي نحن بأمس الحاجة إليه رغم قلة ساعات وصل التيار باليوم، ويضيف : تتشابه مشكلتنا مع مشكلة المحولات في الأحياء الأخرى لأن الأعطال تحدث فيها بشكل شبه يومي ، ليس ذلك فحسب بل في كثير من الأحيان ووقت وصول التيار نظن للوهلة الأولى بأننا نحتفل بعيد رأس السنة أو بمناسبة كبيرة، لكثرة سماع الأصوات التي تحدثها هذه المحولات.
وشرح بأن هذه المشكلة لا تحل بعمليات الإصلاح الشكلية التي تقوم بها ورشات الكهرباء في كل مرة، وهنا نطالب بحل جذري للمسألة لإنهاء هذه المشكلة سواء في الحي أو في الأحياء الأخرى.  

*شبه مختفية..
 1-11.jpg
ويصف جاره صاحب ورشة صغيرة الوضع بالسيئ، فمعظم الشوارع تشهد أعطالاً كثيرة تجعل الكهرباء شبه مختفية ولا يقتصر الأمر على حي صلاح الدين صاحب أكثر الأعطال حيث يعاني سكان أحياء أخرى مثل الأشرفية و الزبدية والميدان والسريان وغيرها من ذات المشكلة.
وتحدث ” كمال ” وهو أب لخمسة أولاد، عن معاناة عائلته جراء انقطاع التيار الكهربائي وكثرة الأعطال، فقد اضطر لشراء مدفأة تعمل على الحطب لتدفئة أطفاله، كما أن ارتفاع سعر مادة الغاز إلى نحو مئة ألف ليرة في السوق السوداء وصعوبة تأمينها أجبر العائلة على استخدام الحطب كبديل متوفر من أجل التدفئة والقيام بعمليات الطبخ وتحضير الطعام.

*مفاجأة غير شكل  .. !

1-10.jpg

صاحب مطعم صغير للوجبات السريعة أكد أن مشكلة الكهرباء شتاء لا تزال مستمرة منذ سنوات، وهذا الأمر اعتدنا عليه ولكن هذه السنة “المفاجأة” فاقت التوقعات في كثرة الأعطال وعدم ثبات التيار الكهربائي خلال الساعتين التي قد نحصل عليها في اليوم !.

*حتى نكحل أعيننا..

بدوره ” أسامة ” أحد سكان حي السكري، أسهب بوصف معاناة الأهالي هناك جراء ندرة الكهرباء وكثرة الأعطال، فورشات الصيانة التي تعمل على إصلاح الكهرباء في المنطقة “كما يقول” تعمل ولكن ببطء شديد لأسباب منها بات معروفا ومنها غير معروف للأسف الشديد، وأحيانا نبقى لمدة أسبوع دون أن ” نكحل ” أعيننا بهاتين الساعتين المصونتين قبل أن تحن علينا طوارئ الكهرباء وتصلح لنا العطل من جديد، ليس ذلك فحسب بل نجد: وهذه الظاهرة عامة” أن معظم قاطني البنايات بحلب غالبا ما يجتمعون ويقومون بإصلاح الأعطال بأنفسهم، بعد أن يجمعوا ثمن القطع المطلوبة للتغيير وأجرة ” الكهربجي ” ومع ذلك ما زلنا نعاني الأمرين من هذه المعضلة المستعصية الحل على ما يبدو.

*سمة عامة..
 
وهنا تقول “سلمى” إن ازدياد ساعات التقنين باتت سمة عامة ولازمها هذه المرة كثرة الأعطال وتكررها، والسؤال المطروح هنا، لماذا يتكرر العطل أكثر من مرة في المحولة نفسها ؟. فهل الأمر متعمد، أم أن وراء الأكمة ما وراءها ؟.
“سلمى”  التي تقطن في أطراف حي الأشرفية وهي أم لستة أولاد، وصفت معاناتها بالشديدة نتيجة عدم توفر الكهرباء والغاز ووسائل التدفئة في ظل البرد القارس، وتضطر للاستيقاظ في ساعات الصباح الأولى بشكل يومي، لكي تعد الطعام لأطفالها على سخانة الكهرباء، نظرا لعدم توفر الغاز وكثرة ساعات التقنين في النهار، وتردف: أخشى أن يؤدي استخدامي للمياه الباردة كما غيري للإصابة بالالتهاب.
 
* 3  آلاف عطل يومياً..
 
ولنتعمق في موضوعنا الشائك هذا أكثر، دعونا نبدأ من كم الأعطال التي تحدث يوميا، فبحسب مصادر مديرية الكهرباء فإن اليوم الواحد قد يشهد نحو ٣ آلاف عطل من مختلف أحياء المدينة، التي تطرأ على المحولات الكهربائية ، بعضها يتم حله بشكل سريع من قبل ورشات الكهرباء، وبعضها الآخر تتكرر فيه الأعطال بشكل يومي تقريباً .

* 200 ميغا حصة حلب والمدينة الصناعية..
 
ويرى المهندس “محمود خطاب” مدير عام الشركة العامة لكهرباء محافظة حلب أن الأعطال تكثر نتيجة لجوء المواطنين إلى التركيز على المنظومة الكهربائية وخاصة مع انخفاض درجات الحرارة للتدفئة والتسخين والطبخ بوقت واحد، معتبراً أن هذه نتيجة طبيعية بسبب التقنين الطويل الذي يصل لأكثر من 16 ساعة ما يؤدي إلى ارتفاع الحمولات وحدوث أعطال كثيرة ، مبيّناً أن المنظومة الكهربائية مؤسسة قبل الحرب الإرهابية على سورية وبأمراس نحاسية التي تعرضت للتخريب والسرقة مما استدعى

استبدالها بأمراس من الألمنيوم وهي ذات مقاومة أقل كما أن التغذية الكهربائية كانت على مدار الـ 24 ساعة حيث كانت تتوزع فترات التحميل والضغط على الشبكة، مضيفاً أن الشركة تعاني كذلك من نقص في عدد العمال والفنيين والآليات الأمر الذي ينعكس سلباً على عمليات الإصلاح .
وبيّن المهندس “خطاب” إلى أن ما يرد إلى حلب بين 180- 200 ميغا واط حيث تتم التغذية للأحياء من الساعة السادسة مساء وحتى السادسة صباحاً بمعدل ساعتين، ويتم التركيز بالتغذية للأحياء من الساعة السادسة من مساء يوم الخميس وحتى السادسة من صباح يوم الأحد لتكون تغذيتها ما بين أربع إلى ست ساعات يومياً.

*برسم وزارة الكهرباء..

شكل الواقع الكهربائي المتردي في حلب وكغيرها من المحافظات يبقي المواطن في حيرة من أمره فلا يدري هل سيثمر انتظاره أم أن وصل الكهرباء سيزيد من معاناته وليبقى يتساءل لماذا لا ينعكس القطع عن المدينة الصناعية إيجاباً على ساعات التغذية للأحياء، وليبقي هذا الواقع الفرصة سانحة لتجار ” الأمبيرات ” بحلب، خصوصا بعد رفع تعرفة “الأمبير” الواحد إلى أكثر من “10” آلاف ليرة سورية لقاء ساعات تشغيل قليلة، أي أن كلفة ” الأمبير ” شهرياً باتت تكلف الموظف نصف راتبه وأكثر …. ويبقى السؤال برسم وزارة الكهرباء والذي طرحه أبناء حلب من خلال صحيفة الثورة ولمرات عديدة ودون جواب ” أين حصتنا من الكهرباء وهل العدالة أن تكون حصة المدينة الصناعية ” الشيخ نجار ” من الحصة المخصصة لمدينة حلب فيما المدن الصناعية في عدرا وحسيا يتم تغذيتهما بالكهرباء بحصة خارجة عن مخصصات دمشق وحمص ..؟؟

آخر الأخبار
في يومه العالمي ..الرقم الاحصائي جرس إنذار حملة تشجير في كشكول.. ودعوات لتوسيع نطاقها هل تتجه المنطقة نحو مرحلة إعادة تموضع سياسي وأمني؟ ماذا وراء تحذير واشنطن من احتمال خرق "حماس" الاتفاق؟ البنك الدولي يقدم دعماً فنياً شاملاً لسوريا في قطاعات حيوية الدلال المفرط.. حين يتحول الحب إلى عبء نفسي واجتماعي من "تكسبو لاند".. شركة تركية تعلن عن إنشاء مدن صناعية في سوريا وزير المالية السعودي: نقف مع سوريا ومن واجب المجتمع الدولي دعمها البدء بإزالة الأنقاض في غزة وتحذيرات من خطر الذخائر غير المنفجرة نقطة تحوّل استراتيجية في مسار سياسة سوريا الخارجية العمل الأهلي على طاولة البحث.. محاولات النفس الأخير لتجاوز الإشكاليات آلام الرقبة.. وأثر التكنولوجيا على صحة الإنسان منذر الأسعد: المكاشفة والمصارحة نجاح إضافي للدبلوماسية السورية سوريا الجديدة.. دبلوماسية منفتحة تصون مصلحة الدولة إصدار صكوك إسلامية.. حل لتغطية عجز الموازنة طرق الموت .. الإهمال والتقصير وراء استمرار النزيف انضمام سوريا إلى "بُنى".. محاولةٌ لإعادة التموضع المصرفي عربياً تجربة البوسنة والهرسك .. دروس لسوريا في طريق العدالة والمصالحة المبعوث الأميركي إلى سوريا: "سوريا عادت إلى صفنا" إصدار اللوحات الدائمة للمركبات في دير الزور