الثورة – فؤاد الوادي:
منذ احتلالها للجولان العربي السوري، لا تزال “إسرائيل” وحتى اللحظة، تتلقى الدعم الكبير من الولايات المتحدة حليفتها وربيبتها، بهدف إبقاء احتلالها وتثبيت وجودها في المنطقة كقاعدة عسكرية متقدمة لها وكمصدر ومنبع للإرهاب والإجرام، وقد تفاوتت وتباينت أشكال وألوان الدعم الأميركي للكيان الغاصب، بدءاً من الدعم المعنوي والسياسي، وصولاً إلى الدعم المادي والعسكري والاستراتيجي وبسقف مفتوح، خصوصاً عندما تشعر “إسرائيل” أن وجودها الاحتلالي بات في خطر.
الجولان عربي سوري، وهو أرض سورية وهذا الأمر لا يختلف عليه اثنان، لكن وبرغم ذلك أعطت الولايات المتحدة “إسرائيل” الضوء الأخضر لاحتلاله ووقفت معها بوجه كل القرارات الدولية التي أدانت ورفضت ذلك الاحتلال ودعت إلى إنهائه فوراً، لكن الأخيرة رفضت تلك القرارات وأدارت لها ظهرها، وأيضاً بتوجيه وتنسيق ودعم مباشر من أميركا التي لم تتوقف عند هذا الدعم، بل سعت طيلة العقود الماضية ومنذ ما بعد الاحتلال الإسرائيلي للجولان إلى جعل الأمر واقعاً على الأرض، لكنها فشلت على مدار السنوات الماضية بسبب شجاعة وبسالة السوريين وتشبثهم بأرضهم وهويتهم وانتمائهم وجذورهم.
التحول الأبرز في الدعم الأميركي لإسرائيل في احتلالها للجولان كان في عهد الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب الذي أصدر قراراً في العام 2019 يقضي باعتراف الولايات بسيادة الكيان الصهيوني على الجولان العربي السوري، وقد عكس ذلك القرار الحال والمآل الصعبة التي وصلت إليها السياسة الأميركية في عهد ترامب الذي كان يطمح لأن يكون رئيساً لولاية ثانية من خلال دعم اللوبي الصهيوني في أميركا.
قرار ترامب الاعتراف بسيادة كيان الاحتلال على الجولان العربي السوري، كان يندرج ضمن سياق محاولات الضغط الأميركية على الدولة السورية التي أفشلت المشروع الصهيو-أميركي، بعد أن قضت على أدوات ومرتزقة وإرهابيي الكيان الصهيوني الذين كانوا ينفذون أجندات أميركية وصهيونية لتدمير كل مقومات الدولة السورية ونهب ثروات وخيرات الشعب السوري.
الدعم الأميركي اللا محدود للكيان الصهيوني لم ولن يستطيع تغيير أو تشويه الحقائق وبالتالي لن يعطي المشروعية للاحتلال، لكن ذلك الدعم الإرهابي كان يضيف في كل مرة إلى السجل الأميركي والإسرائيلي مزيداً من الإرهاب والانتهاكات والتمرد على القرارات الدولية والأممية التي لا تخص القضايا والحقوق العربية فحسب، بل تخص قضايا وحقوق شعوب ودول العالم أيضاً.
