الملحق الثقافي:سعاد زاهر:
ولكنها لديهم مزدهرة، استغلوا كل مجالات التطور لتعزيزها، وخلق نوافذ غربية تفتح على كل الأشكال الثقافية والفنية والإبداعية عموماً، مقتنصين كل الفرص المفضية إلى دروب ثقافية يحاولون تصديرها إلى العالم بهدف الهيمنة على تفكيرنا…
سواء اتفقنا معهم أو اختلفنا…إلا أنهم ثقافياً يصرون على تطوير كل النماذج ودعوة شعبهم للافتتان بها…والعالم على حد سواء…خاصة الثقافة الأميركية التي باتت تحاصرنا على الأقل سينمائياً ….
أما …نحن ثقافتنا ورغم عراقتها، إلا أنها تتصارع فيما بينها، وتعاني حالياً من تصدير إعلامي كبير للتسطيح ، ومن تهميش الفكر الحقيقي…وكأنه لا يكفيها أنها عانت على مر العصور من تخريب وتدمير وحرق للمكتبات والأمثلة كثيرة….
ولكن…هل يفترض بنا الركون إلى حملات التخريب التي مرت على تراثنا الثقافي…؟.
ألا يفترض اعتبارها مرحلة ومضت، وعلينا الاستفادة من دروسها…؟
معالم وحضارات لن تندثر مادام هناك فكر يتجدد قادر على صونها، ولكنها في المقابل هي لا تواجه خطر الحروب والنزاعات بل أيضاً تواجه خطراً لا يقل أهمية، يتمثل في تلك الأفكار المعلومة التي باتت تأتينا بكل الأشكال الجذابة، وبالطبع لا يمكن الاستسلام لها بأي شكل من الاشكال، وإلا لضاعت هويتنا والأمثلة أكثر من أن تحصى في عصرنا الحالي، حيث بات التغني بلغة أخرى، ومعالم عصرية لا معنى لها متشابهة تفقد المدن روحها…
ألا نحتاج إلى معالم ثقافة مختلفة في عصر بات الكل يقارع بأدوات تدار من مصدر وحيد تقريباً، مع تنوعات خفيفة، غالباً تترك الخيط قصيراً جداً، أو رفيع متى تعلقت به ..قطعته …بل وقد تعتبره لم يعد يساير العصر، إنها تعينك على اللهاث بكل ما يحصر فكرك في أضيق الحدود …غير آبه سوى الإمساك بتلك الخيوط التي لامعنى لها..
التاريخ: الثلاثاء15-2-2022
رقم العدد :1083