الثورة – يونس خلف:
ليس بجديد على أهل الحسكة أن يواجهوا الحرب على التعليم من قبل المحتل الأميركي والمرتهنين له
بعد أن تم منع طلاب فرع جامعة الفرات بالحسكة من الدخول إلى الكليات لتقديم امتحاناتهم ومصادرة مفاتيح الكليات وصولاً إلى إغلاقها بعد أعمال التدمير التي طالت بعض الأبنية الجامعية وتحويل قسم منها لسجون ومقرات عسكرية إضافة إلى الاستمرار بفرض مناهج دراسية في المدارس تتوافق مع المخططات الانفصالية.
المواجهة الجديدة التي تمثلت بمبادرات فعاليات شعبية وبروح وطنية عالية هي حلقة ضمن سلسلة طويلة من قصص الصمود والتحدي التي سجلها أهل الحسكة منذ بدء الحرب العدوانية على سورية فقد أدرك أبناء الحسكة ضرورة تجسيد مقولة قائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد بأن (نستولد الأمل من الألم) ولذلك كان لا بد من النظر إلى الأهمية الإستراتيجية لما يحدث وهي القضاء على هدف الإرهابيين وداعميهم بأن نكون جميعا تحت سيطرتهم إلا أن هذا الوهم انتهى إلى الأبد في الحسكة و سقط رهان من ظنوا أنه بالإمكان اختراق الجبهة الداخلية وتلاشت أحلامهم المريضة على صخرة الوحدة الوطنية التي تزداد قوة وتترسخ وعياً وسلوكاً وأصبحت قلعة صلبة تمتد في جذورها على امتداد مساحة المحافظة تسلحت بكل مكوناتها بإرادة التحدي وحب الوطن وألبست أرضها ثوباً من الإرادة القوية والتحدي بعد أن كانت تلبس ثوباً أخضر حتى في زمن الجفاف والقحط.
مبادرات أهالي الحسكة والجمعيات الأهلية تؤكد الحرص على استمرار العملية التعليمية واستيعاب العدد الأكبر من الطلاب بعد استيلاء ميليشيا (قسد) المدعومة من قوات الاحتلال الأمريكي على المدارس وكليات الجامعة وما أفرزه ذلك من ضغط كبير على المدارس الحكومية.
إنها قصة الصمود والتحدي المستمرة التي تؤكد من جديد ثبات أبناء محافظة الحسكة بمختلف فئاتهم ومكوناتهم ووقوفهم إلى جانب أبطال الجيش العربي السوري وثقتهم بالعبور إلى ضفة النصر مستمدين هذه الثقة من شجاعة وحكمة السيد الرئيس بشار الأسد وإصرارهم على إحباط جميع المخططات والمؤامرات الرامية إلى زعزعة الأمن والاستقرار وانتهاك السيادة الوطنية، وهي قصة كل أبناء الوطن الذين تكاتفوا ضمن أطيافهم الوطنية عرباً وكرداً وسرياناً وكلداناً وآشوريين في خندق المواجهة دفاعاً عن الوطن الغالي.