الثورة – تعليق لجين الخطيب:
منذ البداية كانت خطوط غاز “السيل الشمالي” العنوان الأبرز للضغط الأميركي والأوروبي على روسيا، وها هي ألمانيا تعلق العمل بالاتفاق مع روسيا لتأزيم الأمور معها، وإضعاف اقتصادها بشتى الطرق، والبداية من عرقلة إتمام مشروع خطوط الغاز الروسية التي تغذي القارة العجوز.
وكي ندرك تفاصيل هذا الموضوع الهام يجب أن نعلم أن أوروبا تعتمد على الغاز الروسي بشكل أساسي، وما يعنيه ذلك من دعم للاقتصاد الروسي، لكن بعض الدول الأوروبية التابعة لأميركا، والمنفذة لسياساتها، بدأت تتماهى اليوم مع سياسات واشنطن العدوانية فنراها تعرقل إتمام هذه المشاريع مرة، واستخدام الناتو كمنصة للهجوم على موسكو مرة أخرى وبحجج كثيرة.
موسكو نددت بمحاولات تأخير إطلاق خط أنابيب غاز “السيل الشمالي 2” الرابط بين روسيا وألمانيا معتبرة أن أولئك الذين يمنعون عمله يتصرفون بطريقة غبية، وهي إشارة إلى الحكومة الألمانية ومن خلفها واشنطن، لا بل إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد بنفسه خلال اجتماع مشترك مع مجلس الدولة ومجلس العلم والتعليم في روسيا بأنه أمر غبي بالنسبة إلى هؤلاء الذين لا يسمحون بعمل هذا المشروع لأن الإمدادات الإضافية للغاز إلى السوق الأوروبية بلا شك من شأنها أن تخفض السعر في البورصة.
ومشروع “السيل الشمالي 2” أهم مشروع روسي لمد أنبوبي غاز طبيعي يبلغ طول كل منهما 1200 كيلومتر وبطاقة إجمالية تبلغ 55 مليار متر مكعب سنوياً يمتدان من الساحل الروسي عبر قاع بحر البلطيق إلى ألمانيا، ولهذا يستثمر الغرب هذا الأمر للضغط على موسكو، وقد رأينا كيف أن المستشار الألماني أولاف شولتس وهو يعلن أمس الثلاثاء تعليق المصادقة على تشغيل خط أنابيب الغاز “السيل الشمالي-2” مع روسيا، رداً على اعتراف موسكو باستقلال جمهوريتي دونيسك ولوغانسك، وكيف يطلب شولتس من الهيئة الألمانية الناظمة المسؤولة عن المشروع تعليق عملية مراجعته، ويصرح بأن هناك عقوبات أخرى أيضاً يمكن أن تعتمدها ألمانيا، وشاهدنا ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا بشكل فوري.
