من سورية إلى أوكرانيا.. خيط الأجندات الأميركية الواحد

الثورة – راغب العطيه:
يعد الصراع الغربي الروسي في أوكرانيا جزءاً أساسياً من الصراع الكلي بين الجانبين على مراكز النفوذ العالمي، مع فارق أن روسيا تنطلق من مبدأ الحفاظ على السلم العالمي، والتمسك بالمواثيق وقرارات الشرعية الأممية كركيزة متينة لمسار العلاقات الدولية، فيما تسعى الولايات المتحدة للحفاظ على نهج الهيمنة الغربية والتفرد بالقرار الدولي.
ومجريات الحرب الإرهابية التي تتعرض لها سورية، تعطي مثالاً واضحاً على التباين في التعاطي الدولي مع هذه الحرب، فروسيا تدعم الدولة السورية في محاربة التنظيمات الإرهابية، كحق مشروع للدفاع عن سيادتها واستقلالها، فيما واشنطن ومن لف لفها تستثمر دعم الإرهاب وتوظفه لتحقيق أجندات عدوانية تصب في خدمة المشروع الأميركي للسيطرة على العالم.
الغرب المستعمر بشكل عام، والأميركي بشكل خاص يتعامل مع كل من حوله بعقلية القرصنة واللصوصية التي امتهنها أجداده المستعمرين خلال عشرات السنين، وربما المئات، وتظهر هذه الخاصية الاستعمارية لدى المسؤولين الأميركيين الذين احتكروا النطق باسم الغرب بعدما أصبحت القارة العجوز تسير حسب بوصلة البيت الأبيض، وراحت حكومات أوروبا تسخر نفسها كأبواق لسيدها الأميركي، وتروج لرؤيته في النهب والفوضى ونشر الإرهاب والحروب في جميع أنحاء العالم.
ومن الشرق البعيد إلى الأوسط وصولاً إلى كل بقعة في هذه المعمورة، كانت سياسات النهب والسرقة والاستغلال، وامتهان إنسانية الإنسان وانتهاك حقوقه وحرياته وسفك دماء الأبرياء، هي الماركة المسجلة باسم دول الغرب، من بريطانيا العظمى سابقاً وشريكتها فرنسا إلى متزعمة الاستعمار في عصرنا الراهن الولايات المتحدة الأميركية.
ومن أجل تنفيذ أجنداتها المعادية للشعوب سخرت واشنطن والعواصم الغربية الأخرى كل إمكانياتها المادية والتقنية والبشرية في سياق الحملات الإعلامية والدعائية لتضليل وتشويش الرأي العالم العالمي حول العديد من القضايا الساخنة في منطقتنا والعالم، وحرف أنظاره عن السياسات اللا إنسانية واللا أخلاقية التي تتبعها الإدارات الأميركية والأوروبية خارجيا، وكذلك على الصعيد الداخلي الذي تنخر به العنصرية بشكل واضح مهددة تماسك المجتمعات في هذه الدول.
وتبقى الاستفزازات المتواصلة ضد روسيا في محيطها الأوروبي القريب من جانب الولايات المتحدة وأتباعها الأوروبيين، أحدث دليل على نيات الغرب الخبيثة تجاه روسيا وأمنها القومي الذي أصبح حلف الناتو أبرز المهددين له من خلال ضم الدول المجاورة للاتحاد الروسي واحدة تلو الأخرى، وبناء القواعد العسكرية الأميركية والبريطانية على مقربة من الحدود الروسية، الأمر الذي ترفضه القيادة الروسية بكل قوة ولن تسمح بالتمدد المادي لحلف شمال الأطلسي مهما كلف الأمر.
وتمثل الساحة الأوكرانية التي تحاول الولايات المتحدة إشعالها بأي ثمن إلى جانب الساحة السورية التي يواصل فيها الجيش العربي السوري انتصاراته على الإرهاب، بالتعاون مع أصدقائه وحلفائه، تمثل إحدى نماذج الصراع بين الخير والشر والتباين بين الأهداف السامية والأجندات الاستعمارية المشبوهة التي ولّدت علاقة ساخنة ومتوترة بين دول تلتزم بالقانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة وتدافع عنها، وبين دول تخرق هذا القانون وهذه المبادئ كل ساعة، وتعمل على نشر الفوضى والحروب في كل مكان، دون حساب للعواقب الوخيمة التي تترتب على ذلك.
وفي عملية ربط بين ما جرى في سورية خلال العقد الأخير وما يجري في أوكرانيا هذه الأيام، يؤكد المراقبون أن نتائج المواجهة في أوكرانيا، ستنعكس حتما على الأزمة في سورية، وفقاً لنوعية المواجهة والمتدخِّلين فيها، خاصة وأن كل المؤشرات تؤكد قدرة موسكو على حسمها لمصلحتها، سلماً أم حرباً.
وطريقة الحسم في أوكرانيا هي التي سترسم آليات تحوُّل المشهد السوري، ومداه الزمني، وخصوصاً إذا ما ترافق مع التوقيع على الاتفاق النووي الإيراني الذي سيغير موازين القوى في المنطقة برمتها.

آخر الأخبار
الاحتلال يتمادى بعدوانه.. توغل واعتقال 7 أشخاص في جباتا الخشب بريف القنيطرة  تحضيرات في درعا لمشاريع تأهيل مرافق مياه الشرب والصحة والمدارس  حريق كبير يلتهم معملاً للكرتون في ريف حلب الغربي  حضور لمنتجات المرأة الريفية بالقنيطرة في "دمشق الدولي" واشنطن وبكين.. هل تتحول المنافسة الاقتصادية إلى حرب عسكرية المجاعة في غزة قنبلة موقوتة تهدد الأمن العربي "إسرائيل" تخسر معركة العلاقات الدولية وتفقد قوة لوبيها بالكونغرس ماكرون: ممارسات "إسرائيل" في غزة لن توقف الاعتراف بدولة فلسطين الذكاء الاصطناعي شريك المستقبل في تطويرالمناهج التعليمية إطلاق مشروع إعادة تأهيل محطة مياه "بسيدا" في معرة النعمان الانتخابات التشريعية.. محطة مهمة في بناء مؤسسات الدولة وتوسيع المشاركة الوطنية  أيقونة الصناعات الدوائية.. "تاميكو" تبرز في معرض "دمشق الدولي" محافظ إدلب يناقش مع جمعية عطاء مشاريع التنمية وترميم المدارس عروض مغرية لا تجد من يشتريها.. "شعبي أو خمس نجوم": أسعار الخضار والفواكه تحلق السويعية تنهض من جديد.."حملة العزاوي للعطاء" ترسم ملامح الأمل والبناء استراتيجيات لمواجهة الجفاف وحماية الإنتاج الزراعي والحيواني في طرطوس صيانة مستمرة لواقع الشبكات وآبار المياه في القنيطرة مرسوم ترخيص المؤسسات التعليمية الخاصة خطوة نوعية لتعزيز جودة التعليم المدينة الصناعية في الباب.. معجزة صناعية تنهض من تحت الركام ملفات التعثّر من عبء اقتصادي إلى فرصة لاستدامة النمو المالي