هل يبدأ الناتو لعبته في أوكرانيا برمي الجوكر أولا …هكذا قفز آردوغان إلى المشهد بقبعة الساحر من طرف التهدئة الماكر بين موسكو وكييف إلى تطرف مطالبة حلف الأطلسي بالحزم ضد روسيا وعرض خدمات الولاء للعجوز الاوروبية الشقراء والعم سام بإغلاق البوسفور والدردنيل في وجه الروس والوقوف بين يدي الغرب حتى لو تطلب ذلك طبع صورته بدلاً من الجوكر حتى على أوراق اللعب في المقامرات.
قد يستحق أردوغان هذه المرتبة فهو الورقة الغربية التي يمكن الاستفادة منها عند الضرورة ورميها خارج اللعبة حسب الحاجة واللاعبين …كان السلطان أردوغان الورقة المقرفة للأوروبيين خلال السنوات الماضية والتي تمسكها واشنطن باشمئزاز بأطراف أصابعها.. دونالد ترامب هدد بتمزيقه ولكن الأزمة في أوكرانيا فرصة السلطان العثماني للقفز مجدداً إلى طاولة بايدن بأقدامه الجغرافية القريبة من روسيا وأوكرانيا معاً.. وإذا كان رئيس النظام التركي هو كلب الحراسة لمطار كابول بحكم قربه من عقلية طالبان وطاعته للأميركي ..فهو اليوم الجوكر الذي يقدم الحلول للناتو.
لم يستدع حلف الناتو آردوغان لنجدة القطبية الأحادية في أوكرانيا بل “وجد السلطان” إن الضرب بالقدم الهمجية التركية على المخاض العالمي لولادة النظام المتعدد الاقطاب بالقرار الروسي قد يرضي بايدن ..ويخلصه من الملفات المتعددة العالقة حتى في سورية.
إرضاء بايدن قد يفسح المجال لآردوغان بالهجوم على الورقة الأميركية في الشمال الشرقي السوري بدلاً من تكبيله باتفاقات أستنه بالوساطة الروسية.
يحلم أردوغان على أطراف الأزمة في أوكرانيا أن يأكل كل الأوراق بدءاً من الاعتراف بأهميته بالناتو إلى تخليصه من الكابوس في سورية وإعادة أمجاده، ووصفه أمير الإرهاب والبحار (الأسود والمتوسط ) … لذلك استبق قمة حلف الاطلسي بعرض لما يمكن أن تفعله ورقة الجوكر حين تكون أوراق الناتو ضعيفة .
البقعة الساخنة – عزة شتيوي