التضليل والتحريض.. وسيلة الغرب ضد روسيا

الثورة – عبد الحليم سعود:
على نحو غير مسبوق من الكذب والنفاق وتزوير الحقائق والتهم الباطلة يحشد الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية كل ما لديه من وسائل الدعاية المضللة لتشويه سمعة روسيا وإظهارها بمظهر المعتدي الخارج على الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة، وذلك على خلفية النزاع الدائر حالياً في شرق أوكرانيا، من أجل تحسين صورته الملطخة بالوحل وتقديم صورة مخالفة للحقيقة والتاريخ، والادعاء بأنه يعمل بكل طاقته من أجل حل النزاع بالطرق السلمية، وإقناع العالم بحرصه المزعوم على مصلحة الشعب الأوكراني، في الوقت الذي تتدفق فيه كل الأسلحة الغربية المتطورة على النظام الأوكراني المعادي لروسيا من أجل تأجيج النزاع أكثر وإطالة أمد الحرب بهدف استنزاف قوة روسيا وإغراقها في صراع مع جارتها نيابة عن حلف الناتو العدواني.
يعلم العالم أجمع أن أوكرانيا كانت بالنسبة لروسيا دولة شقيقة وصديقة تجمع بينهما كل وشائج التاريخ والجغرافيا وعلاقات التعاون منذ أيام الاتحاد السوفييتي حتى وقت قريب، إلى أن قام الغرب بتصدير “ثورة ملونة” إلى كييف عام 2014 بهدف تخريب العلاقات بين الدولتين الجارتين وإحكام العداء بينهما خدمة لأجندات الحلف الأطلسي الساعي للتمدد على حساب روسيا وأمنها القومي، وطيلة الثماني سنوات الماضية والغرب يدعم المتطرفين القوميين الأوكرانيين المعادين لروسيا، ويدق الأسافين بين الدولتين من أجل منع إصلاح العلاقات بينهما، حيث أفشل اتفاق مينسك الموقع في العاصمة البيلاروسية عام 2015 وحافظ على التوتر المستمر في إقليم دونباس ذي الأغلبية الروسية شرق أوكرانيا.
وطيلة هذه الفترة وروسيا تمارس أقصى ما لديها من الدبلوماسية وضبط النفس من أجل الحيلولة دون انفجار الأوضاع مع أوكرانيا، وتسعى بكل ما تستطيع لمنع تحول هذا البلد إلى أداة عدوانية بيد الحلف الأطلسي وخنجر مسموم في خاصرته الغربية، غير أنها وصلت في الأسبوع الماضي إلى طريق مسدود مع الدول الغربية ومع النظام الحاكم في أوكرانيا فاضطرت لتنفيذ عملية عسكرية في شرق أوكرانيا لحماية المدنيين الروس في جمهوريتي لوغانيسك ودونيسك الشعبيتين وتصحيح الوضع الجيوسياسي المشبوه الذي أفرزه التدخل الغربي في هذا البلد عبر التحريض والخداع والمماطلة والدعم العسكري للقوى المتطرفة فيه.
لقد رفض الغرب الدبلوماسية لحل هذه الأزمة وأصر على الدفع بالنظام الأوكراني الحالي في مواجهة روسيا والاعتداء على المدنيين في الدونباس، وحين تورط الأخير في معركة لا مصلحة للشعب الأوكراني فيها تخلت الدول الغربية عنه وراحت تتباكى على “معاناة” الأوكرانيين وتعدهم بتقديم السلاح لهم، من أجل زيادة توريطهم أكثر في حرب تخدم مصالح الغرب وخاصة الولايات المتحدة التي بدأت بحساب قيمة المساعدات العسكرية كي تكون سيفا مسلطا على رقاب الأوكرانيين في المستقبل، في حال فكروا في التصالح مع روسيا واستعادة العلاقات التاريخية معهم.
لم تكن روسيا تطلب من أوكرانيا سوى الحياد والامتناع عن الانخراط في حلف الناتو العدواني الذي يعتبر روسيا عدوته الأولى عالمياً، وقد سبق للحلف أن ضم إلى عضويته ليتوانيا واستونيا ومولدوفا وهي جمهوريات سوفييتية سابقة بهدف محاصرة روسيا بالمزيد من الأعداء والانقضاض عليها في اللحظة المناسبة.
المعركة الدائرة حالياً في شرق أوكرانيا هي حرب دفاعية مبررة لحماية أمن واستقرار روسيا من تمدد الأطلسي الذي يستهدفها ويستهدف شعبها وأمنها القومي، ولذلك فإن قيام دول الحلف حالياً بإغلاق أبواب الدبلوماسية في وجه روسيا وفرض المزيد من العقوبات المالية والاقتصادية المشددة عليها، وإرسال الأسلحة الفتاكة والمتطورة ومختلف الذخائر للنظام الأوكراني وتحريضه على القتال والمواجهة ورفض التفاوض، ومحاولة استخدام الأمم المتحدة كأداة من أجل إدانة روسيا والضغط عليها، كل ذلك يؤكد وجهة النظر الروسية حول النوايا الخبيثة للحلف الأطلسي تجاهها، ويبرر ويشرعن هذه الحرب لأنها دفاع عن النفس بالدرجة الأولى لا كما يحاول الغرب تصويرها.

آخر الأخبار
تفاهم بين وزارة الطوارىء والآغا خان لتعزيز الجاهزية لمواجهة الكوارث رحلة التغيير.. أدوات كاملة لبناء الذات وتحقيق النجاح وزير الصحة من القاهرة: سوريا تعود شريكاً فاعلاً في المنظومة الصحية في يومه العالمي ..الرقم الاحصائي جرس إنذار حملة تشجير في كشكول.. ودعوات لتوسيع نطاقها هل تتجه المنطقة نحو مرحلة إعادة تموضع سياسي وأمني؟ ماذا وراء تحذير واشنطن من احتمال خرق "حماس" الاتفاق؟ البنك الدولي يقدم دعماً فنياً شاملاً لسوريا في قطاعات حيوية الدلال المفرط.. حين يتحول الحب إلى عبء نفسي واجتماعي من "تكسبو لاند".. شركة تركية تعلن عن إنشاء مدن صناعية في سوريا وزير المالية السعودي: نقف مع سوريا ومن واجب المجتمع الدولي دعمها البدء بإزالة الأنقاض في غزة وتحذيرات من خطر الذخائر غير المنفجرة نقطة تحوّل استراتيجية في مسار سياسة سوريا الخارجية العمل الأهلي على طاولة البحث.. محاولات النفس الأخير لتجاوز الإشكاليات آلام الرقبة.. وأثر التكنولوجيا على صحة الإنسان منذر الأسعد: المكاشفة والمصارحة نجاح إضافي للدبلوماسية السورية سوريا الجديدة.. دبلوماسية منفتحة تصون مصلحة الدولة إصدار صكوك إسلامية.. حل لتغطية عجز الموازنة طرق الموت .. الإهمال والتقصير وراء استمرار النزيف انضمام سوريا إلى "بُنى".. محاولةٌ لإعادة التموضع المصرفي عربياً