تقول الريح

الملحق الثقافي – علم عبد اللطيف:

تتّخذُ الريحُ مقاماً حميماً مع ثنائيات متقابلة
تستكين مع وصول النجوم
بضوئها..
إلى ما تحت النوافذ
تصل قبل انتهاء نوبتها الليلية
وتثير يقظةَ الابواب الموصدة
لا تعتدّ النجوم..
بتعذّر قطع المسافات في الظلام
تتلاشى المسافات
في فضاء مملكتها
وما لا يصل إليه الضوء
تتكفّل الريحُ به رسالةً
تنشرها ضوءاً متبدّداً في الأعالي
وتصل إلى ماتحت النوافذ.
تعلن الريحُ فصلَ نشاطها في نهارات الغيم والغبَش
في تناوبٍ غير دقيق التوقيت
وعلى النوافذ والأبواب
ترقّب مزاجَها غير المحسوب
تقول الريح..
لغتي خصمُ الرتابة
وإذن.
لأحمل منتظريّ على أجنحة الطيور
أو أتركهم ينتظرون فصلاً
لا يعترف بحسابات التناوب المعهودة
تقول..
أجيء حين فراغي وحسب
ويقول الحالمون المنتظرون…
من لنا بضمان وجود الريح
حيةً في نسائمها لو فقدْنا نوافذنا
مُضاءة او مُعتمة.
أيتها الريح…
وقد تهتِ عن نوافذِنا
ثوبي إلينا بما يُطَمئِن مواقيت فصولنا
كوني صيفاً..
خريفاً
مطراً..
أو خضرةً
انظري الينا..
بسكونك صباحاً
وجنونك ليلاً
ونعدِكِ ألا نمسحَ الندى العالق برؤوسنا بأكفّنا
فقط…
لتُسقطي من حسابك
فوضى الغياب والحضور
دون ذريعةٍ معتبرة.
مُعجزةُ المحرومين أيتها الريح..
أن يبقى الحرمان لديهم
صامداً مع لا مبالاتك بانتظارهم..
باقون مع ارتيادك لقصباتهم
شهقةً حنوناً
أو زفرةَ يأسٍ
فقط…
أعيدي إليهم سرّاً يخصّهم
نثرتِه على رؤوس الشجر
ذات إفضاء
وهم أوْلى بحفظه مادمتِ تتردّدين
في قصباتهم.
عبور
……. لي أن أعبرَ المعابرَ
وان ألِجَ البوابات
ولي أن أرحلَ.. وأعود
ويمكن ألا يحدث شيء من هذا..
لكن ليس لي ألا أفكر بجدوى كل ذلك.
لي أن أقولَ التقيتك
كما لم أتوقع
ثراءً من قَبيل الضرورة
لا أسميه صدفةَ..
وإن كانت كذلك
فأنت أكثر من صدفة.
لي أن أفكر بالفقد
وإن لم أتحقّق من ملكيةٍ
ولي ألّا أحزن
فالفقد متصل بالتملك
وهو ضرورةٌ أيضاً
تجوسُ في صدفتها
وصدفةُ غير المتوقّع
لجهة المعنى فقط
حين لا مزيدَ منك
في ذؤابات توقي.
لي أن أحبك..
كما لو أني امتلكت نفسي
ولك دلالة الحريّة
حين لا يشير تملّكي إلى اطمئنان ..
ولي أيضاً أن أحتار بين
أن يظلّني طيفٌ
أو يضلّني رحيلٌ
أو تقلّني حريةٌ
وفي كل ذلك..
لي أن أختار حَيرتي
ملكيةً أفقدها بُعيد تحقّق كل ضرورة.
يا لتلك النجمات الطافيات فوق لياليّ
تتيح لي اتصالاً أليفاً بك
مُصادِفاً كضرورة
وسريعاً كضوء
وثريّاً كحريّة
وحقيقةً..
كتملكٍ وفقد
في أوقات الحنين………..

التاريخ: الثلاثاء1-3-2022

رقم العدد :1085

آخر الأخبار
وزارة الصحة تتسلم 16 سيارة إسعاف مجهزة.. وأولوية التوزيع للمناطق الأشد حاجة اثنان منهم عملا على الملف السوري.. الإعلان عن الفائزين بجائزة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لعام 2025 حمص تستعيد هدوءها.. رفع حظر التجوال واستئناف الدوام المدرسي عن المجتمع المدني والمرأة في المرحلة الانتقالية  ضمن نتائج حملة "فداءً لحماة".. المحافظة تطلق مشاريع خدمية لتمكين عودة الأهالي اعتقال 120 متورطاً باعتداءات حمص والداخلية تعلن إنهاء حظر التجول مدير الشؤون الصينية في وزارة الخارجية: إعادة فتح سفارة الصين بدمشق مطلع 2026 من بداية 2026.. سوريا والأردن يتفقان على توسيع التبادل التجاري دون استثناء الجناح السوري يتصدّر "اليوم الثقافي" بجامعة لوسيل ويحصد المركز الأول السيدة الأولى تحضر قمة "وايز 2025" في أول نشاط رسمي لها سوريا والجامعة العربية.. عودة تدريجية عبر بوابة التدريب العسكري دمشق تحتضن ملتقى الموارد البشرية.. مرحلة جديدة في بناء القدرات الإدارية في سوريا  الخارجية تستقبل أرفع وفد سويدي لمناقشة ثلاثة ملفات توغل إسرائيلي جديد في ريف القنيطرة وعمليات تجريف واسعة في بريقة لتعزيز الجودة القضائية.. وزير العدل يشارك بفاعلية في الرياض أردوغان: أنقرة لا تحمل أي نزعة للتوسّع في سوريا جيل بلا آباء.. تداعيات غياب الرجال على البنية الاجتماعية والأسر في سوريا ترخيص أكثر من 2700 منشأة خلال تسعة أشهر بلودان والزبداني تعيدان ابتكار السياحة الشتوية.. الطبيعة أولاً والثلج ليس شرطاً "استثمار تاريخي بقيمة أربعة مليارات دولار".. توقيع العقود النهائية لتحويل مطار دمشق الدولي إلى مركز ...