الملحق الثقافي – ألوان عبد الهادي:
إن خريف الأحزان كسابقاتها من إصدارات شعرية تحتضن آلام وجراح وهواجس الشاعرة المبدعة زهية بيطار محملة بالهموم على الوطن والمواطن تبثه مكنوناتها من الحب والجمال على رجال الوطن البواسل بكل ماقدموه ويقدمه جيشنا من تضحيات، ففي قصيدة ورود في مهب الريح- كم من حالات فراق خلفتها هذه الحرب، حيث هاجر الكثير من الشباب تاركين قلوباً تنتظر خلف شبابيك الشوق والأمل تقول: ياسائلا عن حب به تزين مدمعي / أضنيت الفؤاد والدمع اشتكى معي/ في حنايا الروح أحزان مشردة / تبحث عن نسمة في صيفك الموجع/ مجموعة تغص باعتلاجات الحياة بحلوها ومرها بآلامها وآمالها أحزانها وأفراحها وفي قصيدة عكس التيار تختمها بقولها: هي الحياة سنحياها مرة / فكن أنت بها الأقوى / ولاتكن اسما على جدار/ وقد خصت الفريق الطبي بقصيدة الجيش الأبيض سلاما تقول فيها: حين يرتحل الربيع دون إغفاءة من خريف / دون تنهيدة من شتاء / دون صيف يعد بنور بهي / وال عيد الشهداء منابع الضياء في عيدهم تقول: سحائب النور تتلو آيات عشقكم للأرض / يامن اعتمرتم تاج المجد/ وحزبها ماحزب البلد من ضيق ألم به في زمن الكورونا فكانت قصيدة صرخة في زمن الكورونا معبرة عن الحزن العميق مما لفنا من أوجاع قائلة : حزينة أنت أيتها الشوارع المقفرة/ صوت الحياة ينوح/ دمع في عيون الريح/ اما في قصيدة وحدتنا الكورونا تقول: حضرت الكورونا بوجهها الأكثر تمردا وبشاعة / حضرت لتوحد العالم تحت لواء مصيبة كبرى / لافرق بين غني وفقير / هنا تساوى حاجب ووزير / الكل في مستنقع الموت أسير / وكان للطفولة نصيب كبير في هذه الأحزان ففي قصيدة الآلام تتكلم تقول: لهفي على طفولة بين سندان الحرب / ومطرقة الفقر محصورة / واحر قلبي على شمس من النور أصابعها مبتورة/ وفي قصيدة طفلة الأحلام ترى هذه الطفلة ماتزال تلهو وتفرح بعروسة الزعتر تقول: لم تزل تسكن أضلعي تلك الطفلة / التي تغريها لفة الزعتر / وتبهج قلبها قطعة سكر / مازلت أرضع ثدي المستحيل / وأحصد عمائم الأمل من كل بيدر / ويتلألأ الشوق إلى ملاعب الطفولة والقرية التي عشقتها وتحن إليها قريتها دوير طه التي جمعت بين السهل والبحر والجبل بطبيعة ساحرة لتقول في قصيدة شوق وحنين: تجتاح نفسي عاصفة من حنين / إلى حيث صدحت طيور المساء/ ورتل الدوري أنغام البهاء / إلى حيث عزفت أوراق الربيع نشيد اللقاء / وتجد العالم الوردي للشاعر بيطار في قصيدة زهرة الغاردينيا التي تفتحت في حديقة منزلها ومنها نقطتف: تفتحت على الدنيا تهدينا القبل / تنشر السحر/ من دون خجل/ وشاعرتنا مفعمة بحب الوطن وممتلئة بآلامه وجراحه مما يجري فتقول في قصيدة من الشام الى القدس سلاما تقول: من الشام جئت أمل آلامي وجرحي / أحمل أحلامي. أماني. وفرحي/ أتنفس عطر مريم من بخور / في المسجد الأقصى في كنيسة المهد أوقد شمعة/ إلى وجهك الحزين يافلسطين نرتحل/ نمسح عن وجنتيك دمعة الزمان / ننتظر فجرا يبلسم خريف الأحزان/ وقصيدة خريف الأحزان التي عنونت الشاعرة مجموعتها بها متشحة بالرجاء للخربف أن يكون غيمة شوق وعشق وليس مراكب مثقلة بالاوقات الحزينة تقول فيها أيها الخريف المثقل بدموع الصبح / المتشح برداء السكينة / لاتكن منطقة عبور إلى سراديب المجهول/ كن غيمة عشق محملة بالشوق/ وتختم الشاعرة مجموعتها بباقة من القصائد لاحفادها وردة الفجر الجميل وعطرالربيع اما زنبقة الروح فهي رثاء لحفيدها تيم .. قدم لها الدكتور فضيل حلمي عبد الله قائلا : سيكون لها اسمها المعتمد بالمنجز والأثر المتميز في الشعر العربي الحديث اذا ما ظل الشعر هاجسها الأبدي في كل العوامل المحركة للحياة وهذا مانلمسه في أغلب قصائدها الخمس والأربعين قصيدة ضمتها مئة وعشرون صفحة ولوحة الغلاف ربا مروان قرقوط اصدار دار أعراف عام ٢٠٢٢ بعد مجموعتيها دمع الياسمين وعندما تبكي القوافي .
التاريخ: الثلاثاء1-3-2022
رقم العدد :1085